Loader
منذ 3 سنوات

حكم كشف المرأة لوجهها، وما يجوز كشفه للطبيب


الفتوى رقم (774) من المرسلة ج-ن-س من حوطة بني تميم، تقول: أنا شابة مسلمة أقوم بما فرضه الله علي نحو ديني ودنياي، وأسأل ماحكم كشف وجه المرأة، وكشف ما حرم الله منها للطبيب المعالج إذا كنت أشكو من مرض في الرحم من نزيف أو نحوه، ولا يوجد هناك طبيبة أخصائية في أمراض النساء والولادة، واضطر بعض الأيام لمثل هذه المواقف، وعندما أذهب للطبيب ويطلب مني أن أكشف وجهي أو مواطن أخرى في جسدي أرفض، فيقول: إنه لا يستطيع أن يصف العلاج فأضطر للكشف وأنا خائفة وأرتعب، علماً أنه يحضر الكشف ممرضة، وأقوم بستر جميع الجسم عدا المنطقة التي حرم الله منها، حتى يعرف الطبيب نوع مرض الرحم، ومحتارة في هذا، وكثير من أخواتي المسلمات يتعرضن لمثل ذلك، وإذا كان لا يجوز لنا نبقى حتى ولو ماتت واحدة منا ولا تعرض دينها وحياءها لمثل هذا؟

الجواب:

هذه المسألة في الحقيقة لها أهمية كبيرة بالنظر إلى كثرة وقوعها، والذي ينبغي في مثل هذه المسألة أمور:

 الأمر الأول: أن المرأة إذا أرادت أن تذهب إلى المستشفى، فإنها تذهب هي وولي أمرها من زوج أو أب أو ابن أو عم أو خال؛ المهم أنها لا تذهب للمستشفى بمفردها؛ خشية من وقوع ما لا تحمد عقباه، وبالأخص إذا كانت المرأة تذهب للمستشفى عن طريق السيارة وليس على أقدامها.

الأمر الثاني: أن المحرم هو الذي يتأكد في المستشفى من وجود امرأة متخصصة في هذا المرض، وإن وجد امرأة مسلمة متخصصة في هذا المرض، فإنها هي التي تتولى الكشف.

الأمر الثالث: إذا لم يوجد امرأة مسلمة ووجد امرأة غير مسلمة فإنها -أيضاً- تتولى الفحص عليها وذلك بحضور وليها.

الأمر الرابع: إذا لم يوجد طبيبة مسلمة ولا طبيبة غير مسلمة، فيمكن أن يكون الكشف عن طريق طبيب مسلم بحضور وليها، وإذا دعت الحاجة أن تخرج جزءاً من جسمها لا يتم الكشف عن المرض إلا بإخراج هذا الجزء؛ فإن هذا يكون جائزاً، وجوازه من باب الرخصة، وهو فرع من فروع قاعدة المشقة تجلب التيسير.

الأمر الخامس: إذا لم يوجد طبيب مسلم، فلا مانع من أن يكشف عليها طبيب غير مسلم بحضور وليها على ما سبق وصفه في الأمر الذي قبل هذا.

        والحاصل: أنها تذهب إلى المستشفى مع ولي أمرها، وتبدأ بالتأكد من وجود طبيبة مسلمة، فإن لم توجد فطبيبة غير مسلمة، فإن لم توجد فطبيب مسلم، وإن لم يوجد فطبيب غير مسلم، ويكون الكشف بحضور ولي أمرها؛ ولكن إن اضطرت إلى الكشف، فإنها تذهب بمفردها، وليس لها ولي فتذهب وتعمل حسب الترتيب الذي سبق وصفه، وأن تتقي الله في نفسها. وبالله التوفيق.