Loader
منذ 3 سنوات

حكم من حجت وتركت طواف الوداع بسبب الحيض


الفتوى رقم (126) من المرسلة السابقة، تقول: ذهبت للحج هذا العام، وقد شاهدت بقعة بنية اللون في حجم رأس دبوس الإبرة، فأردت التأكد من هذه البقعة أن هذا من دم الحيض أم لا فلم أجد أثرا آخر غيرها، وعند نهاية الحج وعند طواف الوداع نزلت الدورة الشهرية فلم أطف طواف الوداع، فأردت البقاء في مكة حتى أطهر وأطوف طواف الوداع، لكن سائق السيارة ومن معي في الحج رفضوا البقاء، فذهبت دون أن أكمل طواف الوداع، فهل حجتي صحيحة، أم عليّ ذبح شيء ما، أم أحج مرة أخرى؟

الجواب:

        أولا: ما رأته من بقعة الدم التي بقدر الدبوس ولكنها لا تعلم مصدرها فهذه لا أثر لها؛ لأنها من اليسير المعفو عنه فلا تأثير لها.

        وثانيا: كون عادتها جاءتها قبل أن تطوف للوداع، وأنها سافرت قبل أن تطوف للوداع بسبب الحيض، فهذا لا أثر له على حجها؛ لأن الحائض ليس عليها طواف الوداع، فلقد أسقطه الرسول عن الحائض وعن النفساء، عن عباس-رضي الله عنهما- قال: « أمر الناس أن يكون آخر عهدهم في البيت الطواف إلا أنه خفف عن الحائض »[1]، والنفساء في معنى الحائض.

        وبناءً على هذا فلا تأثير لترك طواف الوداع بسبب الحيض على حجها، ولا أثر لما رأته بقدر رأس الدبوس من الدم على حجها، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب طواف الوداع(2/179)، رقم (1755)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض(2/963)، رقم(1328).