Loader
منذ سنتين

الذي لا يقوم للصلاة إلا إذا سمع الإقامة فيقوم ويتوضأ ويلبس الملابس ثم يخرج هل يأثم؟


  • الصلاة
  • 2022-03-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12509) من المرسل السابق، يقول: بالنسبة للشخص الذي لا يقوم للصلاة إلا إذا سمع الإقامة فيقوم ويتوضأ ويلبس الملابس ثم يخرج هل عليه إثم؟

الجواب:

مما يؤسف له أن بعض الناس يكون اهتمامه في أمور دنياه أكثر وأحرص وأدق من إحساسه وقيامه بأمور دينه.

ومن المعلوم أن الله -جل وعلا- يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1]؛ فأنت يا عبد الله مخلوق لعبادة الله، ولهذا يقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « يا ابن آدم، خلقتك لأجلي فلا تلعب، وخلقت كل شيء لك فلا تتعب »[2]، فالله -جل وعلا- يقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[3] فالله -سبحانه وتعالى- وفّر لك جميع ما يُريحك؛ ولكن الهدف من وجودك في هذه الحياة هو عبادة الله وحده لا شريك له، وأنت بعملك هذا جعلت أمور دنياك أقوى من أمور دينك، وأنت تعلم أن المدة التي تقضيها في المسجد هي تُحسب لك، والمدة التي تتأخرها لا تُحسب لك؛ هذا من جانب.

وفيه جانب آخر أن إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام خير من الدنيا وما فيها، ومن جهة أخرى -أيضاً- أن الشخص على حسب ما يعوّد نفسه في أمور الخير وفي أمور الشر، فإن عوّد نفسه على مزاولة أعمال لا يحبها الله فإنه يأخُذ عليه، وإذا عوّد نفسه على أمور يحبها الله -جل وعلا- فإنه يأخذ على ذلك؛ ولهذا يقول الله -جل وعلا- في الكفار: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[4]، فالشخص يتأثر بالأعمال التي يزاولها من جهة، ويتأثر بالأشخاص الذين يحيطون به؛ لأن بعض الناس قد يكون له أصدقاء، والأصدقاء هؤلاء عندهم ثقل في الصلاة، ويكونون موجودين وكل واحد ينظر للساعة ينتظر وقت الإقامة فإذا أُقيمت الصلاة ذهبوا يتوضؤون ويتأخرون في الوضوء، فيُصلي الإمام ركعة أو ركعتين أو ثلاثاً أو أربعاً؛ يعني: تنتهي الصلاة والشخص لم يحضر، فلماذا لا يُبّكر الشخص ويُدرك فضل تكبيرة الإحرام، ويُدرك الصلاة كاملة. وبالله التوفيق.



[1] الآية (56) من سورة الذاريات.

[2] لم أجد من خرجه، وذكر ابن تيمية أن هذا الحديث من الإسرائيليات. ينظر: مجموع الفتاوى(8/52).

[3] من الآية (29) من سورة البقرة.

[4] من الآية (23) من سورة الزخرف.