Loader
منذ 3 سنوات

حكم قراءة القرآن للمضطجع وعلى جنب


الفتوى رقم (1259) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز أن أقرأ القرآن من المصحف، وأنا مضجعٌ، أو مستلقِ، أو على أي وضعٍ أرتاح فيه، وهل يدخل هذا تحت معنى قوله تعالى:"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ"[1]. أم أن الذكر هنا لا ينطبق على قراءة القرآن؟

الجواب:

 لقراءة القرآن آداب، ينبغي لمن يقرأ القرآن أن يتأدب بها، ومن الآداب: أن يكون متطهراً، ومنها أن يكون مستقبل القبلة، إلى غير ذلك من وجوه الآداب التي ذكرها العلماء.

 وبعض العلماء كتب كتاباً في هذا الموضوع، سماه: التبيان في آداب حملة القرآن، فانا أنصح السائل بالرجوع إليه، وهذا الكتاب للإمام النووي، وقد طبع عدة مرات.

ثم إن القرآن عندما يقرأه الشخص، محتاجٌ فيه إلى أن يتدبره، وإذا كان حاملاً للمصحف، فهو يحتاج إلى أن يكون على هيئةٍ يرتاح فيها، ومن الهيئات أن يكون جالساً، إلا إذا كان لا يتمكن من الجلوس، فلا مانع من أن يقرأ القرآن في المصحف إذا كان مستلقياً.

فالمقصود: أن الشخص عندما يقرأ القرآن، ينبغي أن يكون على أكمل هيئة، والآية التي ذكرها: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا، لا شك أن القرآن هو أفضل الذكر، ولهذا جاء في الحديث: « فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه »[2]، لكن الشخص إذا كان مستلقياً، وكان يقرؤه عن ظهر قلب، فحينئذٍ يكون هذا داخلاً، وكذلك إذا كان مثلاً يشق عليه الجلوس، ويرتاح في قراءته وهو مستلقٍ، فهذا أيضاً ليس فيه شيء، لكن الإنسان الذي يعدل عن الجلوس، مع أنه يتمكن منه، ويقرأ القرآن هو مستلقٍ، فهذا قد لا يكون من الأدب الذي ينبغي للشخص أن يتأدب وهو يقرأ القرآن.

والحاصل من هذا من الكلام كله، هو: أن الأمر يرجع إلى حالة الشخص، فإذا كان يتمكن من الجلوس، فهذا هو الأولى في حقه، وإذا كان لا يتمكن من الجلوس، بل يشق عليه، فلا مانع من أن يقرأه في المصحف وهو مستلقٍ.وبالله التوفيق.



[1] من الآية (191) من سورة آل عمران.

[2] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب فضائل القرآن(5/184)، رقم(2926).