Loader
منذ سنتين

هل يتناقض الغضب لله إذا انتهكت محارمه مع الدعوة بالرفق بينهم؟ وكيف نوفق بينهما؟


  • فتاوى
  • 2022-02-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11397) من المرسل السابق، يقول: هل يتناقض الغضب لله إذا انتهكت محارمه مع الدعوة بالرفق بينهم؟ وكيف نوفق بينهما؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- شرع هذه الشريعة، وأمر عباده بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وعندما تنتهك هذه الأوامر من جهة ترك واجب دون عذر شرعي، أو فعل أمر محرم دون عذر شرعي، فلا شك أن الله -سبحانه وتعالى- يغضب، وغضبه يليق به؛ هذا بالنظر إلى علاقة هذه الأمور بالله -جلّ وعلا-.

        أما بالنظر إلى علاقتها بالمكلف فالله -سبحانه وتعالى- أرحم بالعبد من نفسه، ولهذا شرع له الرخص. شرع له -مثلاً- أكل الميتة، وأكل الخنزير، وشرب الخمر في حالة الاضطرار؛ يعني: أباح له أموراً محرمة؛ كلّ ذلك من باب الرفق والرحمة. ومن رحمته أن الله -سبحانه وتعالى- يستر على العبد حينما يرتكب المعصية في الدنيا. ويوصي الرسول ﷺ الشخص عندما يقترف المعصية، يقول: « من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله »، ويقول: « من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ». والإنسان يوم القيامة يدنيه الله -جلّ وعلا- ويستره من الخلق، ويقرر عليه جميع الذنوب التي عملها في الدنيا. وفي النهاية يقول له: سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها الآن.

        فكونه يغضب حينما تنتهك حرماته هذا جانب، لكن الجانب الآخر من ناحية تطبيق الناس لهذه الشريعة، فهذا لا يتعارض مع هذا؛ لأن ذلك بالنسبة للعاصين، لكن هذا الغضب -أيضاً- لا يمنع الله -سبحانه وتعالى- من إحسانه إلى عباده؛ لأن من قواعد الإيمان لهذه الشريعة أن الإيمان يزيد وينقص؛ يعني: يزيد في الطاعة وينقص في المعصية. فعقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان أن الشخص يكون مؤمناً بإيمانه ولكنه فاسق بكبيرته، فيكون فيه جانب طاعة، ويكون فيه جانب معصية. وبالله التوفيق.