هل يجب على الإمام تفقد جماعة المسجد، والإبلاغ عن المقصر
- الصلاة
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4082) من المرسل س. م.د من وادي الدواسر، يقول: هل يجب على الإمام أن يتفقد جماعة المسجد والإبلاغ عن المقصر؟ وهل هذا من عمله أم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويغيره على قدر استطاعته؟ علماً أنه إذا قام بالإبلاغ عن شخص يقوم الهجر بين الإمام والمأمومين أفتونا جزاكم الله خيرا، علماً أن عضواً من الهيئة يصلي مع الجماعة؟
الجواب:
الإمام راع والرعية هم جماعة المسجد، وينبغي أن يكون هناك تعاون بين الإمام وبين جماعة المسجد، ويكون هذا التعاون على البر والتقوى، ومن التعاون فيما يخص الإمام أن يتفقد الأشخاص، وبخاصة في صلاة الفجر؛ لإنهم يقومون من النوم ويصلون في المسجد، لكن الأوقات الأخرى مثل ؛ الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، قد يكون الشخص في محل آخر، فيتفقدهم في صلاة الفجر، بعدما يصلون ويسلم وينتهون من الدعاء، بعد ذلك يتفقدهم جميعا، يعدهم، فلان، فلان، فلان، فلان، فلان، إلى آخره، وإذا حصل تكاسل، أو إذا حصل عدم حضور شخص إلى المسجد، ففي إمكانه أن يعالج هذه الظاهرة، وذلك بالتأكد أولاً من سبب عدم حضور هذا الشخص إلى المسجد، فقد يكون مسافراً، وقد يكون مريضاً، وقد يكون بات في محل آخر في البلد، قد يكون له زوجتان أو أكثر فيبيت هذه الليلة عند الزوجة التي عند المسجد، وفي ليلة ثانية يبيت عند مسجد آخر. أو يكون صاحب مزرعة وذهب وبات فيها، إلى غير ذلك من الأعذار، فإذا تبين له أنه معذور تركه، وإذا تبين له أنه متكاسل ومعاند، ينصحه بقدر الاستطاعة. ولا مانع من أن يستعين بمن يرى وجاهته من جماعة المسجد، ليعينوه على هذا الشخص، وبخاصة إذا برز شخص تكون عنده ظاهرة المكابرة والعصيان، فإن نفع فيه ذلك، وإلا فيرفع اسمه إلى الجهة المختصة، وذلك من أجل أن تقوم بما يلزم نحوه شرعاً. وهكذا بالنظر إلى جماعة المسجد الآخرين ينبغي أن يتعاونوا مع الإمام.
وإذا حصل هجر من الشخص المتخلف عن الصلاة للإمام، فهذا هجر في غير محله، لأنه هو الذي يستحق الهجر.
وهكذا لو أن له أقارب في المسجد ويهجرون الإمام؛ بسبب قيامه على قريبهم، فهذا لا يسمى هجراً شرعياً، وإنما هو تعدٍّ في الحقيقة على الحد الشرعي، والله -تعالى- يقول: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[1].
فالمهم هو أن القاعدة العامة في هذا هو التعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، وكذلك تطبيق قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ». وبالله التوفيق.