Loader
منذ سنتين

معنى قول الرسول ﷺ: « دع ما يريبك إلى ما لا يُريبك »


الفتوى رقم (7812) من المرسلة أ. تقول: ما معنى قول الرسول : « دع ما يريبك إلى ما لا يُريبك »؟

الجواب:

        الإنسان يقع في نفسه علمٌ بأمرٍ من الأمور من ناحية ثبوته أو من ناحية نفيه، ويقع في نفسه اعتقاد، ويقع في نفسه غلبة ظن، ويقع في نفسه ظنٌ، هذه الأمور الأربعة من ناحية الإثبات أو من ناحية النفي يعتمد عليها، فإذا تقرر عنده علمٌ، أو اعتقادٌ، أو غلبة ظنٍ، أو ظنٌ راجحٌ في إثبات أمرٍ من الأمور أو لنفي أمرٍ من الأمور فإنه يبني عليه؛ أما إذا تردد وتساوى عنده الأمران، ففي هذه الحال ينطبق على هذا قوله : « دع ما يريبك إلى مالا يُريبك ».

        لأنه إذا حصل الشك فعلى سبيل المثال: من تيقن أنه متطهرٌ وشك هل أحدث أم لا؟ فإنه يبني على اليقين: « دع ما يريبك إلى مالا يُريبك »، ومن تيقن أنه محدثٌ ولكن شك هل توضأ أم لا؟ فإنه يبني على اليقين وهو حصول انتقاض الوضوء منه؛ لأنه شاكٌ في رفع هذا الحدث فيبني على اليقين. وبناءً على ذلك فإنه يتوضأ، وهكذا من شك هل صلى صلاة العصر أو لم يصلّ، فالأصل عدم الصلاة فإنه يُصلي، وهكذا لو شك في أي صلاةٍ من الصلوات فإذا كان الأمر ثابتاً في ذمته وشك في براءتها فالأصل ثبوته، وإذا كانت ذمته بريئة وشك في إشغالها فإن الأصل براءتها وحينئذٍ هذا الشك لا عبرة به. وبالله التوفيق.