Loader
منذ سنتين

حكم التفكر في أمور الدنيا في أثناء الصلاة


الفتوى رقم (1703) من المرسل م. ع. ع، من ليبيا، يقول: ما حكم التفكير في الصلاة في أمور الدنيا، ذلك أني يسهو -أحياناً- وأنا خلف الإمام فما حكم هذا؟ وهل صلاتي صحيحة وما نصيحتكم؟

الجواب:

من قواعد الشريعة الأمور بمقاصدها، ومما يتفرع عن هذه القاعدة: أن النية تكون حقيقيةً وتكون حكمية.

فبالنسبة للنية الحقيقية في الصلاة توجد عند ابتداء الصلاة، ويستمر المصلي ذاكراً لها ومستحضراً لصلاته؛ يعني: لا تعزب عنه النية في فترةٍ من فترات صلاته، ولا يشتغل في أمورٍ تصرفه عن هذه النية. هذه النية عبّر عنها العلماء بأنها نيةٌ حقيقيةٌ؛ يعني: إنها موجودةٌ في ابتداء العبادة، ومستمرةٌ في العبادة إلى نهايتها.

        وأما النية الحكمية فإنها تكون موجودة عند ابتداء الصلاة، وتكون مستمرةً مع الشخص؛ بمعنى: إنه لا ينوي قطع الصلاة؛ ولكن النية قد تعزب عنه.

        ومن أمثلة ذلك:

ما ذكره السائل من جهة أنه إذا دخل في الصلاة اشتغل تفكيره في شيء من أمور الدنيا، هذا لا يؤثر على أصل النية، لا يؤثر على أصل صلاته فنيته في الصلاة معتبرة؛ ولكنه لا يثاب على صلاته إلا ما عقل منها، فإن الشخص ينصرف من صلاته وليس له إلا النصف، وليس له إلا الثُلث، وليس له إلا الرُبع، وليس له إلا الخُمس، وليس له إلا السُّدس، وليس له منها شيء؛ يعني: من ناحية الثواب.

 أما من ناحية ما يتعلق بالصلاة من ناحية البطلان، فهذا بابٌ واسع؛ ولكن الغرض من هذا هو بيان علاقة ما ذكره السائل في الصلاة، وربط ما ذكره السائل بأصله، وهو قاعدة الأمور بمقاصدها، وبيان أن ما ذكره السائل مرتبطٌ بالقسم الثاني من قسمي النية، وهو النية الحكمية، وأنه لا يؤثر في بطلان الصلاة؛ ولكنه يؤثر في ثواب الصلاة. وبالله التوفيق.