Loader
منذ سنتين

حكم من حلف بالزواج على مصحف من فتاة معينة، لكن والده رفض زواجه منها


الفتوى رقم (2477) من المرسل س. ع، من مصر، يقول: أقسمت بالله ومعي المصحف الشريف على أن أتزوج فتاةً بعينها؛ ولكن لسوء حظي لم يرضَ والدي بذلك الزواج، فهل أبر بقسمي، أو أكفّر عن يميني؟ أفتوني، جزاكم الله خيراً.

الجواب:

هذه المسألة مع الأسف لها نظائر؛ سواءٌ كان قبل العقد، أو كان بعد العقد، فهذه المسألة المسؤول عنها: هذا الشخص يريد أن يتزوج هذه الزوجة بعينها، وأبوه يعارض زواجه، وهنا جاءت المعارضة من الأب، وقد يحدث العكس، فيكون الأب هو الذي يرغب أن يتزوج هذا الولد بنت فلان، ولكن الابن يرفض ذلك؛ لأنه يريد أن تظهر شخصيته، ولا يريد أن يكون تحت يد أبيه، وكذلك بالنظر للأم. الأم قد تفرض على ابنها أن يتزوج بنتاً معينة، والابن قد يرغب زواج بنتٍ أخرى؛ ولكن أمه تعارض في ذلك، هذا قبل الزواج.

وكذلك بعد الزواج: قد يعارض الأب فيقول: أنا لا أريد أن تستمر معك هذه الزوجة ويلح عليه، والابن يرغب في بقائها، وهكذا بالنسبة للأم، قد تقول لابنها: إما أن تطلق فلانة، وإلا قتلت نفسي؛ يعني: من شدة الحيلولة فيما بين ابنها وبين زوجته، وقد يكون الابن ليست له رغبة في البنت، ولكن أمه تفرض عليه أن تبقى معه هذه البنت.

الحاصل أنه قد يوجد تعارضٌ بين رغبة الأب والابن، أو الابن والأم في فتاةٍ يريد هذا الزوج بها، أو تحصل المعارضة بعد العقد، وبعد الدخول، وربما بعد مجيء الأولاد.

فالنصيحة التي أوجهها للأشخاص الذي يحصل منهم مثل هذا العمل، عليهم أن يتقوا الله -جلّ وعلا-. فإذا كانت المعارضة من الأم أو من الأب، فلا بدّ أن يفكر في السبب الذي جعله يعترض على هذا الابن، هل هذا السبب سببٌ شرعي، يُرضي الله -جلّ وعلا-، أو أنه سببٌ لمحض الرغبة الشخصية، فإذا كان السبب شرعياً، ففي هذه الحال على الولد أن ينساق إلى رأي أمه، أو إلى رأي أبيه.

 أما إذا كان لمجرد الشهوة والرغبة، وفرض الشخصية، فلا يجوز للأب أن يعترض، ولا يجوز للأم أن تعترض. وهكذا بالنسبة للابن إذا كان يريد البقاء مع زوجته، أو كان يريد طلاقها، فعليه أن ينظر في السبب، فلا يبقيها إلا إذا كانت صالحةً للبقاء، ولا يطلقها إلا إذا كانت غير صالحةٍ للبقاء، فكلّ منهم ينبغي أن ينظر في السبب الذي يجعله يقدم على الأمر، وكلّ شخصٍ منهم مسؤولٌ عن نفسه.

        أما بالنسبة لهذه المسألة المسؤول عنها، فأنا أنصح السائل أن يكفّر عن يمينه، وكفارة اليمين هي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فإنه يصوم ثلاثة أيام، وكون العلاقة مع أبيه حسنة أحسن من أن تكون سيئة، وبعد ذلك قد يوفّق وقد لا يوفّق في زواج هذه المرأة؛ وبخاصة أن هذا الزواج لم يقع، وبما أنه لم يقع فعلاجه أسهل. وبالله التوفيق.