حكم حراسة قبر الميت ثلاثين يوم
- توحيد الألوهية
- 2021-09-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1711) من المرسل السابق، يقول: توجد لدينا ظاهرة وهي القيام بحراسة قبر الميت ثلاثين ليلة، فهل هذه الحراسة حرام؟ أرجو التوجيه.
الجواب:
هذه الحراسة من حيث الأصل لا تجوز؛ لأن هذا لم يكن معهوداً في عهد الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بالنسبة لمن مات من الصحابة قبل موته ﷺ، فلم يأمر بحراسة قبر أحد؛ كذلك خلفاؤه من بعده لم يأمروا بحراسة قبره ﷺ؛ وكذلك الصحابة رضي الله عنهم.
فالمقصود أن الأصل في هذا هو المنع؛ وهذا بدعة من البدع، وفيه -أيضاً- مدخل من مداخل الشيطان من ناحية أن صاحب هذا القبر قد يتعلق به الناس؛ فمنع الحراسة منعٌ للبدعة من جهة، وسدٌ لذريعة الشرك من جهةٍ أخرى.
وعلى هذا الأساس فمن وُجد هذا في بلده ويستطيع أن يغير المنكر بيده أو بلسانه أو بقلبه؛ فإنه مأمور بذلك؛ لقوله ﷺ:« من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقله ».وذلك أن الناس على طبقاتٍ ثلاث:
الطبقة الأولى: من يملكون التنفيذ، وهؤلاء هم الذين يغيرون المنكر باليد.
والطبقة الثانية: الذين يغيرون المنكر بالبيان، وهؤلاء هم أهل العلم، فإذا بيّنوا فإنهم لا يكونون مسؤولين بعد البيان الواجب عليهم، وإذا كان الشخص لا يستطيع أن يبيّن لا في يده ولا في لسانه؛ فإنه ينتقل إلى الطبقة الثالثة وهي التغيير بالقلب؛ يعني: إنه يكره ويبغض هذا المنكر، ويبغض فاعله، ويبغض من يقرّه. وبالله التوفيق.