معنى قوله تعالى: "وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
- التفسير
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1313) من المرسل السابق، يقول: ما معنى قوله تعالى: "وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"[1]؟
الجواب:
الله جل وعلا خلق الجنة، وخلق النار، والجنة لها أهل، والنار لها أهل، والمقام لا يتسع لذكر ما ورد من القرآن والسنة في هذا الموضوع، ولكن الله جل وعلا وعد الجنة بملئها، ووعد النار بأن يملأها، والذين يدخلون الجنة، ويدخلون النار هم من الجن ومن الإنس، فالله جل وعلا أرسل الرسل للإنس وللجن، ومؤمن الجن يكون في الجنة، كافرهم يكون في النار، فقوله تعالى: "وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ"[2] يعني من الجن، وَالنَّاسِ يعني من بني آدم، وهذا التمام سابقٌ في علم الله جل وعلا، فأهل الجنة معلومون في علم الله الأزلي، وأهل النار معلومون في علم الله الأزلي، والنبي صلوات الله وسلامه عليه يقول: « اعملوا كلٌ ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة »[3]، ويقول علي رضي الله عنه: « ارتحلت الدنيا مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا »[4]، ولكن على العبد أن يسعى، ويجتهد في فعل الخير، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن لنا، وللسائل، وللمستمع الخاتمة. وبالله التوفيق.
[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب "فسنيسره للعسرى" (6/171)، رقم(4949)، ومسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه (4/204)، رقم(2647).
[4] أخرجه البخاري تعليقاً، كتاب الرقاق، باب في الأمل وطوله(8/89)، ونعيم بن حماد في الزهد والرقائق، باب النهي عن طول الأمل(86)، رقم(255)، وابن أبي شيبة (7/100)، رقم(34495).