الفتوى رقم (9543) من المرسل السابق، يقول: ما شروط التوبة الصادقة؟

الجواب:

        الإنسان في هذه الحياة يحصل منه ما يغضب الله -جلّ وعلا-؛ سواءٌ كان ذلك في ترك شيءٍ من الأوامر الواجبة، أو كان ذلك في فعل شيءٍ من الأمور المحرمة.

        وعندما يقع الشخص في شيءٍ من ذلك، فمن فضل الله وإحسانه أنه شرع باب التوبة، والتوبة سببٌ من أسباب تكفير الذنوب، والتوبة إذا كانت من حقوق الله -جلّ وعلا- يعزم الإنسان على عدم العمل؛ يعني: لا يكرره ويعزم على تركه، وكذلك يحصل منه ندم على هذا العمل، ففيه ندمٌ من جهة، وفيه عزمٌ منه على الترك من جهةٍ أخرى. وبالإضافة إلى هذين الشرطين الإقلاع عن الذنب؛ لأن بعض الناس يتوب وهو متلبسٌ بالمعصية، ويتوب ويرجع ويتوب ويرجع؛ هذه توبةٌ كاذبة، فلا بدّ من توفر هذه الشروط الثلاثة. وإذا كانت من حقوق الآدميين فيضاف إليها شرطٌ رابع وهو: أن الشيء الذي تاب منه إذا كان من حقوق الآدميين المالية فإنه يوصل هذا المال إلى صاحبه، وإذا كان من جهة عرضٍ أو غير ذلك من الأمور التي ليست بمالية؛ فإنه يستبيح صاحبه. وإن تعذرت عليه الاستباحة، أو كانت الاستباحة سيترتب عليها مفسدةً أعظم؛ فإنه يدعو له ويتصدق عنه بقدر ما يعتقد أنه يكفّر هذا الأمر الذي حصل. وبالله التوفيق.