أرسلت لأهلي مالاً اكتسبت بعضه بالحرام، هل يصير المال كله حرام؟
- البيوع والإجارة
- 2022-02-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10272) من مرسل يمني مقيم بالمملكة، يقول: أرسلت لأهلي مالاً اكتسبت بعضه بالحرام، هل يصير المال كله حرام؟ وهل على أهلي إثم إذا استخدموه؛ خصوصاً أنهم ربما لا يعلمون وليس لهم أي مصدر يقتاتون منه؟ وهل هذا المال تصيبهم المشاكل بسببه ولا يبارك الله فيه بسبب هذا المال؟
الجواب:
الأصل أن الإنسان لا يجوز له أن يكتسب مالاً من وجهٍ حرام، أو من وجهٍ فيه شبهة، فإن الرسول ﷺ قال: « الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملكٍ حمى ألا وإن حمى الله محارمه ».
فواجبٌ على الإنسان أن يتحرى وجوه الكسب الطيب؛ لكن لو فُرض أنه كما جاء في السؤال أن الإنسان اكتسب من مالٍ حرامٍ فهذا يختلف! قد يكون سرقة، وقد يكون غصباً، ويمكن أن يرده على صاحبه؛ ولكن قد يكون -أيضاً- مالاً ربوياً. وإذا كان كذلك فإنه يتصدق به فلا يجوز له أن يأكل منه، ولا يجوز له أن يطعم أهله منه. أما الإنسان إذا تناول شيئاً لا يدري هل هو حرام أو حلالٌ فإنه لا يكون آثماً؛ لأن العبرة بتعمد الشيء كسباً، أو تعمد الشيء أكلاً إذا كان محرماً؛ فإنه لا يجوز له أن يأكل منه. وبالله التوفيق.