Loader
منذ سنتين

هل ورد الاحتفال بالمولد عن النبي ﷺ وعن الصحابة والتابعين من بعده؟


  • فتاوى
  • 2021-12-26
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4824) من المرسل ع. م. ش من كسلا في السودان المستمع، يقول: هل نبينا محمد ﷺ احتفل بمولده أو الصحابة رضوان الله عليهم من بعده، أو التابعين؟

 الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[1].

        ومحبة الرسول ﷺ محبةٌ دينية، ولكن محبة الشخص لنبيه ﷺ تكون جاريةً على ما تقتضيه الأدلة الشرعية، فمن محبته طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، هذا من محبته، وكونه يحب بمعصية الله جل وعلا فليس هذا من محبته، ولكن هذا من عصيانه فهو ﷺ لم يحتفل بمولد أحدٍ من إخوانه من الأنبياء والمرسلين ولم يحتفل بمولده هو لنفسه، ويقول الرسول ﷺ في وصفه إيمان أبي بكرٍ: « لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح »، ويقول ﷺ في حقه: « لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ خليلاً » ومع هذه المكانة، وهذا الإيمان، وهذه المحبة للرسول ﷺ، مع ذلك لم يقم مولداً له، ويقول ﷺ في عمر -رضي الله عنه-: « لو سلك ابن الخطاب وادياً لسلك الشيطان وادياً آخر »؛ يعني: ما يجتمع مع الشيطان في طريق، ومع ذلك لم يقم عيد ميلادٍ للرسول ﷺ، وهكذا بقية الخلفاء عثمان، وعلي، وسائر الصحابة والتابعين، وخير الهدي هديُ محمدٍ ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، فكون الشخص يعمل عملاً يأثم فيه يتركه ويعمل عملاً يؤجر عليه، فلا شك أن إقامة الموالد هذه فيها إثم على من يقيمها؛ لأنها خارجةٌ عن هدي الرسول ﷺ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (31) من سورة آل عمران.