حكم الأكل من اللحوم المستوردة
- الذبائح والأطعمة
- 2021-06-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (612) من المرسل السابق، يقول فيه: هناك بعض اللحوم التي لا نعرف عنها شيئاً تأتي مستوردة معلبة ولا ندري شيئاً عن مصدرها ولا عن طريقة ذبحها، فهل يجوز لنا استعمالها أو تناولها؟
الجواب:
الإنسان مركب من الروح ومن البدن، ولكلّ منهما غذاء، وغذاء الروح هو كلام الله U، وكلام رسوله ﷺ، وما يفعله الإنسان من الأفعال والأقوال والاعتقادات الصالحة؛ كلّ هذه الأمور تكون من باب الغذاء للروح، ولها تأثير على البدن. وإذا غذيت الروح بأغذية رديئة؛ كالمخالفة بالنظر للأوامر، وكالمخالفة بالنسبة للنواهي، فيترك فعل ما أمره الله به على سبيل الإيجاب، أو يفعل ما نهاه الله عنه على سبيل التحريم؛ فهذا الغذاء يكون من الغذاء الخبيث بالنظر للروح، وتتأثر بذلك، وينشأ عن ذلك تأثير على البدن أيضاً.
أما غذاء البدن فهو غذاء مادي؛ كالمطعوم والمشروب والملبوس؛ وكذلك بالنسبة للسكن؛ هذه كلها من الأغذية التي يتغذى بها الإنسان ويغذي بها جسمه، فمنها ما يستعمله في داخل الجسم، ومنها ما يحفظ به جسمه من ناحية الظاهر. وهذا الغذاء المادي له تأثير -أيضاً- على جسم الإنسان إذا كان طيباً، وله تأثير على جسمه إذا كان رديئاً.
والحقيقة أن كثيراً من الناس يتساهلون في الأغذية التي يتناولونها، ولا ينظرون في حلها ولا في حرمتها.
وهذه المسألة المسؤول عنها هي من هذا النوع، فتجد كثيراً من الناس يشتري اللحم إذا وجده في السوق، ولا يسأل إطلاقًا من أين جاء هذا؟ مع أن اللحوم منها ما يكون قد ذبح على الطريقة الإسلامية، ومنها ما يكون وارداً من الدول الكتابية؛ كاليهود والنصارى، وتكون ذبيحتهم على الطريقة المشروعة بالنسبة لهم، وقد أباح الله لنا طعامهم، و منها ما يرد من الدول التي ليست بمسلمة وليست بكتابية؛ كما يرد من الدول الشيوعية، وهذا النوع؛ أي: الذي يرد من الدول الشيوعية لا يجوز للإنسان أن يأكله؛ لأن الله عزوجل لم يبح لنا طعامهم؛ يعني: لم يبح لنا ذبائحهم، فعلى الشخص أن يتحرى عن اللحم الذي يشتريه هل ذبح على الطريقة الإسلامية أو أنه لم يذبح على الطريقة الإسلامية. والذي يقرّب له هذا هو تحديد الجهة التي جاء منها، والشركة التي تورده. وكذلك بالنسبة لما يرد من الدول الكتابية اليهود والنصارى عليه -أيضاً- أن يتحرى هذا الشيء الوارد من تلك الدول. وبالله التوفيق.