الفتوى رقم (3548) من المرسل السابق، يقول: ما رأي فضيلتكم في الذي يسب الدِّين والعياذ بالله؟ هل يُحكم عليه بالكفر، ويُلاحظ أنه يُصلّي ولكن ذلك اللفظ على لسانه؟

الجواب:

        الدِّين دين الله -جل وعلا-، والله تعالى يقول: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ"[1]، ويقول: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ"[2]، ويقول: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ"[3]، ويقول جلّ وعلا: "أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ"[4].

        فالإنسان إذا كان يستهزئ بالله، ويستهزئ بكتاب الله، ويستهزئ بسنة رسول الله ﷺ، ويستهزئ بمن تمسك بذلك من المسلمين، كمن يستهزئ بمن يصلي، وإذا رأى صائماً استهزأ به، وإذا رأى قارئاً للقرآن استهزأ به، فهذا الشخص الذي يكون متصفاً بذلك لا شك في كفره، والواجب أن يبين له الحكم، فإن قبل ذلك وتاب إلى الله -جلّ وعلا-، وإلا فعلى من يتمكن من تنفيذ الحكم الشرعي عليه، فيحال إلى محكمة الجهة التي هو فيها، ويُحاكم على حسب الطريقة الشرعية. وبالله التوفيق.