هل أنا مؤاخذة بأيماني وأنا مريضة بالوسوسة؟ وهل إذا سميت الله قبل الاغتسال أو الوضوء ثم خالجني شك في انقطاع النية اسمي مرة أخرى
- الطهارة
- 2021-07-20
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6250) من المرسلة أم، تقول: تعرضت لأزمة نفسية خرجت بها بمرض الوسواس في عباداتي وكلّ ما يتعلق بها من طهارة حين أغتسل ينعقد لساني عن التسمية، وحين أسمي الله قبل الاغتسال أشعر بعدم انعقاد التسمية؛ وبالتالي عدم صحة الطهارة. ويصعب عليّ الدخول في الصلاة أحيانًا. وقاومت هذا الأمر واستطعت بفضل الله -سبحانه- أن أستعيد شيئاً كثيراً من حالتي؛ ولكني وحتى أكون حازمة في عدم إعادة التسمية مثلاً، أو عدم إعادة تكبيرة الإحرام للصلاة، وما إلى ذلك كنت أقسم يميناً بالله بألا أعيد. وأحياناً تغلبني الوساوس فأعيد أكثر من مرة بحيث أقسم سبع مرات أو أكثر في اليوم الواحد، وتغلبني الوساوس؛ ولأجل ذلك ولأنني لا أملك مصروفاً خاصاً بي إلا قليلاً فإني أكفّر عن تلك الأيمان بالصيام؛ ولكني وحالتي مع مرض الوسواس ما ذكرت لا أفرغ من كفارة واحدة حتى تكون قد تراكمت عليّ كفارات أخر، ما توجيهكم حيال هذا الأمر هل أنا مؤاخذة بأيماني تلك وأنا مريضة بالوسوسة؟ وهل إذا سميت الله قبل الاغتسال أو الوضوء ثم خالجني شك في انقطاع النية أو عدم انعقادها وما إلى ذلك اسمي الله عزوجل مرة أخرى ولا أُبالي بهذا الشعور أم ماذا أفعل؟ وجهوني حفظكم الله -تعالى-، وادعو الله لي بالشفاء والعافية جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الوسواس الذي يعرض للشخص -سواء كان ذكراً أو أنثى- ينبغي على هذا الشخص أن يبحث عن الأسباب التي نشأ عنها الوسواس، وفي الغالب أن الأسباب تكون مشاكل، فمثلاً تكون هناك مشكلة بين الزوجة وزوجها، أو تكون المرأة مطلقة طلاقاً بائناً من زوج لها رغبة في البقاء عنده ويحصل عندها مضايقة نفسية وتتأزم هذه المضايقة، وقد يكون السبب من جهة أمها، أو من جهة أبيها، أو من جهة إخوانها الأكبر منها، أو تكون هناك مشكلة فتكون في شدة حاجة الأمور المالية التي تضطر إلى الإنفاق منها ولا تستطيع ذلك، أو يكون عندها تقصير في أمور دينها بترك واجبات أو فعل شيء من المحرمات، أو يكون عندها مضايقة من خارج البيت.
فالمقصود هو أن الاتجاه إلى الوقوف على السبب الذي نشأ عنه الوسواس هذا هو المناسب، وكلّ شخص من ذكر أو أنثى بحسب حاله فيعالج ذلك هذا السبب، فقد يكون من تسلط الشيطان على الإنسان واستسلام الإنسان لتسلط الشيطان عليه.
وعلى كلّ حال من الأحوال الشخص المصاب بهذا الشيء مع معالجته للأسباب يحتاج إلى قوة إرادة. وقوة الإرادة معناها أنه لا يستسلم لتكرار الشيء المشروع، فمثلاً توضأ مرة واحدة لا يُعيد الوضوء. صلى صلاة واحدة لا يُعيد الصلاة وهكذا؛ لأنه إذا أعاد الوضوء أعاده بعد ذلك مرتين وثلاثاً.
وقد سألتني امرأة تقول: إنها تدخل لتتوضأ لصلاة المغرب بعد أذان المغرب ويؤذن العشاء وهي لا تزال في الحمام؛ فهذا لا شك أنه أمر لا يجوز؛ فيحتاج الشخص إلى قوة إرادة؛ بمعنى: إنه يرفض التكرار. وعليه أن يتفقد نفسه إذا كان قد حصل منه تقصير في حق الله -جلّ وعلا-، أو في حق نفسه، أو في حق أحد من الخلق عليه أن يُعالج ذلك. وعليه -أيضاً- أن يكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى، وعليه أن يُكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. أسأل الله لها العافية. وبالله التوفيق.