Loader
منذ سنتين

ما أسباب منع الدعاء، وما شروط إجابة الدعاء؟


  • فتاوى
  • 2022-01-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9068) من المرسل السابق، يقول: ما أسباب منع الدعاء؟ وكيف يستجيب الله دعائي؟ وهل لابد من توفر شروط من أجل إجابة الدعاء؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- شرع الدعاء، والإنسان مأمور بالدعاء ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم؛ مثل: إنسان تدعو عليه وأنت ظالم له، أو يكون فيه دعاء ينشأ عنه قطيعة الرحم فيما بينك وبين أبيك، أو بينك وبينك وبين أخيك إلى آخره، وعلى هذا الأساس جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال يا رسول الله ادع الله أن أكون مستجاب الدعوة، فقال: « أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ».

        فالشخص عندما يتحرى الحلال في مأكله ومشربه ومسكنه، فإن هذا يكون سبب من أسباب قبول الدعاء، ولهذا الرسول ﷺ ذكر « الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، فأنى يستجاب له ».

        ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس في هذا العصر تساهلوا في أسباب المكاسب؛ بمعنى: أنهم لا يتحرون الأسباب المشروعة، فالمهم عندهم هو الحصول على المال دون التمييز بين الحلال والحرام.

        فإذا نظرنا الآن إلى كثرة التعامل في الربا وتساهل الناس فيه، سواء الذي يدفع الربا أو الذي يأخذ الربا أو الذي يكتب أو الذي يشهد، وجدنا أن كثيراً من الناس يعتبره من الأمور العادية، ولاشك أن الربا محرم في الكتاب والسنة والإجماع، وكونه يحصل تعامل عند كثير من البنوك الموجودة في هذه البلاد وفي غيرها من بلدان العالم فإن كثرة وقوعه لا تدل على أنه من الأمور المشروعة.

        وهكذا بالنظر إلى الكسب الذي ينشأ عن الغش، وهكذا الكسب الذي ينشأ عن أخذ المال ظلماً، والكسب الذي ينشأ عن إعطاء الرشوة إلى غير ذلك من جميع الأسباب التي ينشأ عنها أن هذا الكسب محرم.

        فعلى الشخص أن يتحرى الشيء الذي يأكله ويشربه ويلبسه، وكذلك السكن، وهكذا بالنظر إلى ما يطعمه من تجب عليه نفقته من ولد وزوجة وخادم، وغير ذلك، وبالله التوفيق.