كيف تقوم الأسرة برسالتها بتحقيق مراد الله -سبحانه وتعالى- في هذا العصر؟
- فتاوى
- 2022-02-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11229) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كما تعلمون أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الإسلامية الأهم، ونحن في عصر بدأت فيه المؤثرات الكثيرة واهتزت هذه الأسرة، كيف تقوم الأسرة برسالتها بتحقيق مراد الله -عزوجل-؟
الجواب:
يقول بعض الحكماء: إذا أردت أن تصلح العالم فابدأ بإصلاح نفسك، فإن العالم مكون من أفراد أنت منهم، وأفراد الأسرة محدودون، فيهم من هو راعٍ، وفيهم من هو فرد من أفراد الرعية، فالراعي يجب عليه أن يتخلق بالأخلاق الفاضلة، وأن يدل ويعلم رعيته على ما يرضي الله -جلّ وعلا-.
يكون عنده علم، ويكون عنده عمل، ويكون عنده دعوة لأفراد رعيته، ولا يدعوهم إلى أمر وهو يخالفه، مثلاً يقول لولده: اذهب وصل مع الجماعة، والوالد يصلّي في البيت دون عذر شرعي!
فهذا يكون فيه مخالفة يقول الله -جلّ وعلا-: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[1].
فالمقصود هو أن صلاح الأسرة يحتاج إلى أن الشخص المسؤول عنهم يكون مؤهلاً من جهة، ويعمل بالعلم ويدعو أسرته، يعلمهم ما شرع الله في حقهم؛ هذا من جانبه.
ومن جانب أفراد الأسرة عليهم أن يستجيبوا لهذا التعليم من الناحية النظرية، وعليهم أن يستجيبوا لهذا التعليم من الناحية العملية، ويكون بينه وبينهم تعاون، وبهذا تستقيم الأسرة، وتكون أسرة طيبة.
أما إذا حصل خلل من جهته هو أو حصل خلل من أفراد الرعية، كالزوجة أو الولد أو البنت؛ بمعنى: إنه لا يمتثل لهذا التوجيه الذي يوجهه والده أو توجهه والدته إذا كانت على مستوى من العلم؛ فهذا يكون فيه خلل من ناحية الأسرة.
فالواجب هو حصول الاتفاق بين راعي الأسرة وبين أفراد الأسرة، وإذا حصل تقصير من بعض أفراد الأسرة، فينبغي للراعي أن يعالج هذا التقصير برفق. والله -سبحانه وتعالى- يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[2]. ويقول: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[3]، فيستعمل معهم الحكمة في التصرف. وبالله التوفيق.