Loader
منذ 3 سنوات

حكم الاحتفال بمولد النبي ﷺ بعد موعده بيومين (الحيل الباطلة)


الفتوى رقم (1002) من المرسل السابق، يقول: كثير من الناس يقوم بعمل مولدٍ للرسول ﷺ، وكلما مكنا لهم أن ذلك حرام، أو علمناهم أن ذلك حرام، وحرمه عدة شيوخ، فيقولون: نحن نعمله بعد موعده بيومين، ونجتمع فيه، فنذكر الله، ونقرأ القرآن، ونصلي على النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه، وأنه ليس حراماً، فما الحكم في ذلك؟

الجواب:

من المعلوم أن الرسول ﷺ لم يقم مولداً لنفسه، وخلفاؤه رضي الله عنهم لم يقيموه له، وأصحابه رضي الله عنهم لم يقيموه له، والتابعون يعني القرون المفضلة، لم يقيموا مولداً للرسول صلوات الله وسلامه عليه.

وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي رواية: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، فلو كانت إقامة الموالد فيها خيراً لسبق الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى هذا الخير، وكذلك خلفاؤه، وأصحابه، وسائر القرون المفضلة.

إذا علم أن إقامته محرمة، فحينئذٍ العبرة بالمقاصد، فمن قدمه قبله بيوم أو يومين، أو أخره عنه بيومٍ أو يومين، فإن هذا التقديم، وهذا التأخير لا يجعله حلالاً؛ لأن من قواعد الشريعة منع الحيل المفضية إلى الباطل، وذلك أن الأمر قد يكون في ظاهره حقاً، لكن باعتبار ما يؤول إليه، فهو باطلٌ، فحينئذٍ يمنع باعتبار ما يؤول إليه، وإن كان في ظاهره مقبولاً، فالسائل يقول: إنهم يؤخرونه عن وقت المولد بيومين، فهذا لا يكون مبرراً لإباحته.

وأما ما ذكره من أنهم يذكرون الله، يعني يأتون بأعمالٍ خيرية، فهذه في حد ذاتها طيبة، لكن لا ينبغي أن تكون إقامة مولد للرسول صلوات الله وسلامه عليه محلاً لذلك، بل يأتون بهذه الأمور في غير مواضع البدع، وبالله التوفيق.