Loader
منذ سنتين

تخرج من الثانوية بالغش والآن في الجامعة، هل يستمر أو يترك الجامعة؟


  • فتاوى
  • 2022-02-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10479) من المرسل السابق، يقول: شاب تخرج من الثانوية بالغش فكان في الفصل الأول من الصف الثالث الثانوي يأخذ أسئلة الاختبار قبل الاختبار من قِبل المدرسين، ويجيب عن هذه الأسئلة واستمر على هذا الفعل بالغش، فماذا يفعل هل الآن؟ وهو الآن في الجامعة هل يستمر يداوم أو يترك الجامعة؟

الجواب:

        ظاهرة الغش هي في الواقع لا تختص بجهة التعليم؛ بل هي داخلة في معاملات الناس. ومن أمثلة ذلك الغش في المعاملات المالية؛ سواء كان الغش من جهة تكوين المبيع، أو تكوين الثمن، أو غير ذلك من التصرفات؛ كوصف المبيع بغير حقيقته، فهذا لا يجوز لأن الرسول ﷺ قال: « من غشَّنا فليس منا ».

        وهذه المسألة المسؤول عنها تقع كثيراً. ومما يؤسف له أن المدرس المؤتمن على التعليم من جهة، وعلى حصاد نتائج تعليمه وهو وضع الأسئلة والتصحيح؛ فقد يغش من ناحية وضع الأسئلة، وقد يغش من ناحية إطلاع بعض الطلاب على الأسئلة تكون بينه وبين الطالب صلة، والصلات التي تقع بين الأساتذة والطلاب كثيرة لا أريد أن أدخل فيها؛ لكن لا بد من وجود صلة بين الطالب وبين المدرس فيتقرّب المدرس إلى الطالب بالغش فيعطيه الأسئلة، وبعضهم بعض الأساتذة يبيعها على الطلاب فيعطيهم الأسئلة قبل الامتحان بأسبوع أو أسبوعين عن طريق البيع، أو يكون الغش من المدرس، أو ممن يكون مراقباً على الطلاب أثناء الامتحان، فإذا نظر في ورقة شخص فوجده قد أجاب جواباً غير صحيح فإنه يلقّنه الجواب الصحيح عن هذه النقطة؛ وكذلك بالنسبة للطلاب؛ بمعنى: إن بعضهم يغش بعضاً، ولهم طرق في مسألة الغش؛ يعني: انتقال المعلومات من بعضهم إلى بعض، فالشخص الذي يشتري الأسئلة، أو يتحصل على الأسئلة من الأستاذ إذا كان له أصدقاء من الطلاب يصور هذه الأسئلة ويوزعها عليهم ويقول: إن هذه الأسئلة ستأتي في الامتحان، وقد يكون هذا المسلك جارياً مع الطالب في مراحل دراسته، ولا شك أن هذا غش. ولا يجوز لا للمدرس ولا للطالب أن يستعمل هذا المسلك.

        وفيه ما هو أسوأ من هذا من جهة الغش وهو بيع الشهادة؛ يعني: لا يدرس لكنه يأخذ الشهادة بأي وسيلة من الوسائل.

        وقد سألني شخص يشتغل يقول: إنني تحصلت على الشهادة الجامعية وأنا لم أدرس ولكن في مقابل نقود دفعتها للجهة المسؤولة وأعطوني شهادة جامعية، وأنا أشتغل على أساسها الآن وهي شهادة هندسة. يقول: أنا مهندس وأنا لم أتعلم الهندسة؛ فعلى هذا الأساس لا يجوز الغش في أي حال من الأحوال. وبالله التوفيق.