Loader
منذ سنتين

ما رأيكم فيمن ينتسبون إلى الدعوة يغلظون على الشباب ويعنفون عليهم، ويدّعون أن ذلك هو الأفضل لهم؟


  • فتاوى
  • 2022-03-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11686) من المرسل السابق، يقول: ما رأيكم فيمن ينتسبون إلى الدعوة يغلظون على الشباب ويعنفون عليهم، ويدّعون أن ذلك هو الأفضل لهم لأن هذه النوعية من الشباب لا ينفع معهم إلا الشدة، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

من مبادئ هذه الشريعة الإحسان. وهذا المبدأ متقرر في القرآن وفي السنة. والسنة -سواء كانت من الناحية النظرية أو من الناحية العملية- من رسول الله ﷺ.

والإحسان ينظر إليه من جانبين:

أما الجانب الأول: فهو الإحسان القاصر.

الجانب الثاني: هو الإحسان المتعدي.

فالإحسان القاصر: هو إحسان الإنسان إلى نفسه. والمقصود من إحسانه إلى نفسه أن يأتي بالأمور المشروعة على الوجه الذي شرعه الله -جل وعلا-، ولهذا لما سأل جبريل محمد ﷺ عن الإحسان قال: « أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ».

        أما الإحسان المتعدي: وذلك من جهة الإحسان إلى الناس، والرسول ﷺ يقول: « إن الله كتب الإحسان على كل شيء ».

        ومن موارد الإحسان الدعوة إلى الله -عزوجل- ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة النحل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[1]. ويقول: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[2] ويقول الرسول: « جبلت الأنفس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها »[3].

والشخص الذي يدعو له طريقان:

الطريق الأول: أن يستخدم الوسائل التي تبني شخصية المدعو وتجعله يقبل من الداعي.

الطريق الثاني: أن يستخدم أساليب الإحباط التي تجعل المدعو لا يقبل من هذا الداعي؛ وبالتالي يكون هذا الداعي هو السبب في عدم قبول دعوة هذا المدعو.

وبناء على ذلك كله: فالشخص عندما يريد أن يدعو شخصاً لابد أن يحدد الشيء الذي يريد أن يدعوه إليه، ويكون هذا الشيء مفقوداً عند الشخص المدعو، أو يكون هذا المدعو حصلت منه مخالفة في أمر من الأمور، أو في ارتكاب شيء من الأمور المنهي عنها.

فلابد من تشخيص الشيء الذي يريد الداعي أن يدعو الشخص إليه، ويستخدم أساليب التشجيع وأساليب تقوية شخصية الشخص المدعو؛ أما كونه يستعمل الأساليب التي تبعد المدعو عنه فهذا ليس من الشريعة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية 125 من سورة النحل

[2] من الآية (159) من سورة آل عمران.

[3] أخرجه ابن الأعرابي في معجمه(1/121)، رقم(189)، والبيهقي في شعب الإيمان (11/307)، رقم(8574).