Loader
منذ سنتين

إذا كان الإنسان ليس متبعاً لمذهب معين من المذاهب الأربعة؛ بل ما وجد في الكتاب والسنة عمل به، هل هذا مجزئ؟ أم لا بدّ أن يرجع إلى مذهب؟


  • فتاوى
  • 2022-01-25
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9384) من المرسل م. خ، سوداني مقيم بالقريات، يقول: إذا كان الإنسان ليس متبعاً لمذهب معين من المذاهب الأربعة؛ بل ما وجد في الكتاب والسنة عمل به، هل هذا مجزئ؟ أم لا بدّ أن يرجع إلى مذهب؟

الجواب:

        القرآن فيه أمور واضحة مثل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[1]، {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ}[2]، {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ}[3]؛ هذه لا يعذر أحدٌ بالجهل بها، فإذا وجدها الإنسان فإنه يعمل بهذا، وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا: لا يزني، و وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ: لا يأكل مال اليتيم، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ: لا يتعدى على قتل أحد يقتله بغير وجه حق، وهكذا.

        وقسمٌ استأثر الله -جلّ وعلا- بعلمه ما يتعلق بذاته وأسمائه وصفاته، وما يتعلق بجميع الأمور الغيبية، هذه يؤمن بها الإنسان على مراد الله -جلّ وعلا-.

        وقسمٌ من القرآن مفرداتٌ لغوية تعرفها العرب من لغتها.

        وقسمٌ آخر هذا لا يعلمه إلا العلماء.

        وهذا الشخص السائل لا أدري هو من أي درجة؟ من أي طبقة من طبقات العلماء؛ لأن فيه ظاهرة أن بعض الأشخاص يقول: أنا اعتمد على القرآن والسنة؛ ولكنه خالٍ من معرفة الوسائل التي تساعده على فهم القرآن والسنة؛ وإنما يأخذ من القرآن والسنة على حسب ذوقه وفهمه، مع خلوه من جميع الوسائل التي يستعان بها على فهم القرآن والسنة. وإذا كان الشخص غير مؤهلٍ علمياً لفهم القرآن والسنة، فإذا وقعت له واقعة فإنه يسأل أهل الذكر عنها، لعموم قوله -جلّ وعلا-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[4].

        وينبغي للإنسان ألا يضع نفسه علمياً في غير موضعها الحقيقي؛ لأن كثيراً ممن ينتسبون إلى العلم يتقمص شخصيةً علمية مخالفة لواقعه العلمي. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (32) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (34) من سورة الإسراء.

[3] من الآية (33) من سورة الإسراء.

[4] من الآية (43) من سورة النحل.