الفتوى رقم (8650) من المرسلة السابقة، تقول: من جاء إلى الحج بالطائرة ونزل في جدة، فهل يحرم من جدة؟     

الجواب:

        الرسول ﷺ وقّت المواقيت فجعل لأهل نجد قرن المنازل، وجعل لأهل المدنية ومن يأتي من جهتها جعل لهم ذا الحليفة، وهكذا بقية المواقيت.

        فالشخص إذا جاء من جهة ميقات سواءٌ من جهة البر أو جهة الجو أو من جهة البحر، فإذا جاء من جهة البر فتارة يمر على ذات الميقات، وإذا مر على ذات الميقات فإنه يحرم منه، وإذا جاء من البر ولم يمر على ذات الميقات ولكنه حاذاه فإنه يحرم من المحل الذي حاذى فيه الميقات.

        وهكذا بالنظر للجو إذا حاذى الميقات في الجو يحرم أيضاً. وهكذا بالنظر للشخص الذي يأتي عن طريق البحر.

        أما ما يفعله كثيرٌ من الناس، يأتي مثلاً بالطائرة من جهة المدينة، ويأتي مثلاً بالطائرة من جهاتٍ أخرى وينزل في جدة ويحرم من جدة، فهذا شخصٌ أحرم بعدما تجاوز الميقات، والشخص إذا أحرم بعد  مجاوزته للميقات فإنه قد ترك واجباً من واجبات العمرة إذا كانت عمرة أو من واجبات الحج إذا كان حجاً، ومن ترك واجباً فعليه دم، وهذا الدم ذبيحة تُذبح في مكة تُجزئ أضحية وتوزع على فقراء الحرم، وإذا كان لا يستطيع فإنه يصوم عشرة أيامٍ، وبالله التوفيق.