توجيهكم في الزوج الذي لا يصلي مع أن الزوجة دائماً تنصحه
- المصالح والمفاسد
- 2022-05-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4671) من المرسلة السابقة، تقول: زوجي لا يصلي مع أنه قام هذا العام بأداء مناسك العمرة، وصلى لمدة شهرين ثم ترك الصلاة، أحاول معه ولكن بدون فائدة، أيضاً عنده رياء في كل عمل يعمله؛ لأن طبيعة عمله تجعل الناس يحتاجون إليه لذلك يحكي دائماً: أنا عملت، أنا فعلت، ساعدت فلان، وهكذا ما توجيهكم؟
الجواب:
أما بالنسبة لتركه للصلاة، فالرسول ﷺ قال: « بني الإسلام على خمس »، وذكر منها إقام الصلاة، وقال الرسول ﷺ: « بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة »، وقال ﷺ: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر »، ومن الأسئلة التي يسأل عنها أهل النار قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}[1]، ويكون من جوابهم: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[2]، فالشخص إذا ترك الصلاة، تركه للصلاة يكون ردة عن الإسلام، ولا تنفعه الأعمال الأخرى التي يعملها.
فهذا الشخص الذي ذكرتِ لا يجوز لك أنتِ أولاً البقاء معه، وواجب عليه هو أن يعيد النظر في نفسه، وأن يحافظ على هذه الصلاة، وبعد ذلك يؤدي الحج؛ لأن الحج الذي أده ليس بصحيح مادام على الوصف الذي ذكرتيه. وبالله التوفيق.
المذيع: بالنسبة لموضوع الرياء، هل لكم من كلمة حوله؟
الشيخ: أما موضوع الرياء فهذا موضوع من أعمال القلوب، وقد يكون هناك بعض الأدلة القولية أو الأدلة الفعلية على أن عمل الإنسان أو أن قوله لغير وجه الله جل وعلا، ولاشك أن الرياء له أثر على عمل الإنسان فقد يبطله، وقد يكون هذا الرياء شرك بالله جل وعلا، وقد يكون وسيلةً من وسائل الشرك، فعلى الإنسان أن يبتعد عن الرياء وعن أسبابه.
المذيع: من فحوى هذه الأسئلة ربما لاحظتم أن أختنا من المحبين للنصيحة والدعوة إلى الله، هل تتفضلون لها بكلمة حول النصيحة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الشيخ: الشخص إذا كان قادراً على الدعوة إلى الله سواء أكان رجلاً أو كان امرأة.
والقدرة هي: عبارة عن وجود مادة علمية كافية لقيامه بهذه الدعوة، يضاف إلى ذلك النية الحسنة، ويضاف إلى ذلك الحكمة يقول جلّ وعلا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[3].
فإذا كان الداعي عالماً بما يأمر به، وعالماً بما ينهى عنه، ويكون أيضاً عاملاً بما يأمر به، وعاملاً بما ينهى عنه، وكان حكيماً فيما يأمر به، وحكيماً فيما ينهى عنه، يقوم بالدعوة إلى الله في حدود استطاعته من جهة، وعندما تأتي المناسبة من جهةٍ أخرى.
ولا بد أن يتنبه الداعي على أن الدعوة وسيلة، وعندما تكون هذه الوسيلة مفضية إلى مفسدة راجحة أو إلى مفسدة مساوية للمصلحة أو تكون مفوتة لأعلى المصلحتين مع حصول أدناهما أو جالبة لأعلى المفسدتين مع تفويت أدناهما، فإنه لا ينبغي للداعي أن يدعو؛ لأن نتيجة الدعوة ليست نتيجةً شرعية، لكن ينظر إذا كانت الدعوة تجلب مصلحة أو تدرأ مفسدة أو تجلب أعلى المصلحتين أو تدرأ أعلى المفسدتين فحينئذ يدعو، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الداعي رجلاً أو امرأة، ولا فرق في ذلك بين أن يكون المدعو أيضاً رجلاً أو امرأة والإنسان يسأل ربه التوفيق. وبالله التوفيق.