Loader
منذ 3 سنوات

كيف تتصرف الفتاة مع مشاكلها الأسرية مع زوج أمها وخطيبها؟


الفتوى رقم (446) من المرسلة أ. س. ك من العراق -التاميم، تقول: توفي والدي وأنا صغيرة، فتزوجت أمي من رجل آخر، فتولى أعمامي تربيتي؛ لكن كانت زوجة أحدهم التي كنت عندها قاسية جداً، فطردتني من بيتها، ثم ذهبت لبيت عمي الآخر، فكانت زوجته كذلك، بقيت معهم على هذه الحال مدة سنوات إلى أن هربت من بيتهم في ساعة من الليل، ذهبت فيها إلى بيت أمي؛ لكني أشعر بغربة شديدة معها، قد يكون السبب أنها لم تربني منذ صغري، ولا تشعر بحنان تجاهي وأرفع صوتي عليها.

والحقيقة أنا لا أحبها كثيراً، بالرغم من كوني معها في بيت واحد، وعندما أتعرض لمشاكل لا أفاتحها أبداً. وزوج أمي -أيضاً- معنا في بيت واحد، وهو رجل قذر عديم الأخلاق يتعدى عليّ دائماً ويحاول أن يقربني وأنا أخاف منه، وبسبب بعد علاقتي مع والدتي لا أذكر لها شيئاً من ذلك، وأخاف أن يقع المحضور بيني وبينه. فماذا أفعل مع العلم أن واحداً من الشبان تقدم لي وعقد قرانه علي، ولم يدخل بي، ولا أريد أن أذهب إلى بيتي الشرعي؛ لأن خطيبي الشاب معقد ويكسر بخاطري دائماً، ويتكلم عني بكلام سيء، فماذا يكون موقفي مع خطيبي وزوج أمي؟

الجواب:

بالنسبة لخطيبكِ إن كنتِ مقتنعة منه من جميع النواحي التي تتطلبها الحياة الزوجية، فبإمكانكِ المسارعة إلى إنهاء الزواج، والانتقال إلى بيت زوجكِ، وبذلك تنحل جميع الأمور المتعلقة بكِ.

وإن كنتِ غير مقتنعة به إما من ناحية ديانته أو أخلاقه، أو من الناحية المالية، أو الناحية النفسية، أو غير ذلك من الأمور التي تلاحظينها عليه، وتجعلكِ غير مقتنعة به تماماً؛ فعليكِ المسارعة بالخلاص منه، وذلك عن طريق الشخص الذي عقد لكِ عليه وبواسطة الحاكم الشرعي، وبعد ذلك يوفر الله لكِ زوجاً يجعل الله فيه لكِ خيراً؛ فإن الله جل وعلا قال: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا"[1].

        هذا من جهة الزوج.

وأما من جهة زوج أمكِ: فالطريقة هي أنكِ تبلّغين أمكِ بجميع ما يحدث عليكِ منه، من أجل أن تعالجه بالطريقة التي تراها، وعليكِ أن تبتعدي عنه بقدر الإمكان؛ بحيث إذا دخل البيت تكونين في جهة خاصة لا يراكِ ولا ترينه، فإذا خرج من البيت فبإمكانكِ الخروج والاتصال بأمكِ.

وعلى كلّ حال عليكِ أن تتضرعي إلى الله، وأن تكثري من سؤاله أن يحفظكِ من كلّ سوء، وأن ييسّر لكِ ما يسركِ ممّا هو محبوب لله في الدنيا وفي الآخرة، فإن الله هو مالك الملك، وهو المتصرف في خلقه، فإذا صدقتِ مع الله في السؤال، فأتمنى أن يجيب الله سؤالكِ، وأن يجعل لكِ من كلّ هم فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً. وبالله التوفيق.



[1] الآية (130) من سورة النساء.