حكم من توضأ فأحدث ثم توضأ وعندما أراد الصلاة أحدث فصلى ولم يتوضأ
- الصلاة
- 2021-12-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2172) من المرسلة السابقة، تقول: بعض المرات أتوضأ ويحصل عندي الحدث ثم أرجع وأتوضأ مرةً ثانية، وعندما أريد أن أصلي أحدث، ولكني لا أتوضأ، فهل صلاتي صحيحة؟
الجواب:
يظهر من حال السائلة أنها مصابةٌ بالوساوس، وينبغي عليها أن تفرق بين ما يكون شكاً، وما يكون وسوسة.
فبالنسبة لما يكون شكاً هذا يقل حصوله عند الشخص، أما الوسوسة فإنه تكون كثيرة وبخاصةٍ في الوضوء وفي الصلاة، وتكون في كل جزءٍ من أجزاء الوضوء، وفي كل جزءٍ من أجزاء الصلاة، فقد تكون الوسوسة بالنسبة لأجزاء الوضوء من ناحية المضمضة أو الاستنشاق، أو عدم كمال غسل الوجه، أو عدم كمال غسل المرفقين أو أنه لم يصلهما إلى غير ذلك.
وبالنسبة للصلاة، تبدأ الوسوسة من تكبيرة الإحرام، فبعض الناس يقف ربع ساعة يريد أن يكبر تكبيرة الإحرام، فقد يركع الإمام وهو يعيد التكبيرة كم مرة اعتقاداً منه أن التكبيرة السابقة لم تصح، ثم تنتقل الوسوسة إلى قراءة الفاتحة، كلما انتهى منها تصور أنه لم يقرأها وهكذا، ثم تنتقل الوسوسة إلى الركوع، قد يركع ويرفع ثم بعد ذلك يتصور أنه لم يركع، وهذا من تلاعب الشيطان في بني آدم.
فالمقصود أن هذه السائلة يجب عليها أن تنتبه لنفسها وأن تفرق بين ما يعرض لها من ناحية الشك، وما يعرض لها من ناحية الوسوسة.
أما ما يعرض لها من ناحية الوسوسة، فيجب عليها أن تطرح ذلك، وعليها أيضاً أن تكثر من ذكر الله جل وعلا، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
وأما ما يتعلق بالجانب الآخر الذي هو الشك، فالرسول ﷺ يقول: « دع ما يريبك إلى مالا يريبك »، فإذا كان الشك في أثناء الصلاة فإنها لا تلتفت إليه، وأما إذا حصل الشك قبل الدخول في الصلاة فإنها تدخل على يقينٍ يعني تتطهر، وإذا عرض لها شكٌ في الأثناء فقد دخلت الصلاة على يقينٍ، واليقين لا يزول بالشك. وبالله التوفيق.