الفتوى رقم (4641) من المرسل م. أ. هـ من سلطنة عمان، يقول: هل طلب الدعاء من بعض من نظن بهم الصلاح يعتبر من طلب الرقية؟ وصاحبه أو طالب ذلك الدعاء يكون ليس ممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟

الجواب:

        الدعاء لجلب نفع أو كف ضر،سبب من الأسباب، يفعله الشخص لنفسه ولغيره، بطلب من ذلك الغير أو بغير طلب منه، بعلمٍ منه أو بغير علم منه فإن دعاء الإنسان لأخيه بظهر الغيب هذا من الأمور المشروعة، لكنه لا يدعو بإثم ولا بقطيعة رحم.

        فالشخص لا يستقل نفسه فيما بينه وبين الله، بل يدعو ربه فإن الله جلا وعلا أرحم بالعبد من نفسه، ولكن إذا أراد أن يطلب من شخصٍ توسم فيه الصلاح والتقى طلب منه أن يدعو له، فليس في ذلك بأس، ولكن لا ينبغي أن ينظر لنفسه نظرة احتقار إلى درجة أنه لا يدعو ربه؛ لأن هذا أسلوب من أساليب تثبيط الشيطان للإنسان، ولهذا لما قال رجلٌ والله لا يغفر الله لفلان، قال الله جلا وعلا: « من ذا الذي يتألى علي؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك »[1]، فلا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى نفسه نظرة احتقار، بل عليه أن يسأل ربه والله -سبحانه وتعالى- أرحم الراحمين. وبالله التوفيق.