Loader
منذ سنتين

حديث عن الصبر وما أعده الله للصابرين


  • فتاوى
  • 2022-01-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8724) من المرسل السابق، يقول: نرجو أن تحدثونا عن الصبر، وماذا أعد الله للصابرين؟

الجواب:

        الصبر هو حبس للنفس، وحبس النفس تارة يكون على واجبٍ وتارة يكون عن فعل محرمٍ، وتارة يكون على أقدار الله المؤلمة، بمعنى أن الإنسان قد يقع عليه أمور من جهة الله -جل وعلا-، فهو يحبس نفسه على فعل ما أوجب الله، ويحبس نفسه على ترك ما حرم الله عليه، ويحبس نفسه على تقبل أقدار الله المؤلمة يتقبلها ويرضى بها بالنظر إلى مجيئها من جهة الله، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[1]، وهذا صبرٌ واجبٌ.

        وفيه أيضاً صبرٌ مستحبٌ، وهو الصبر على فعل المندوبات وعلى ترك المكروهات، وعلى  ترك المتشابهات من باب قوله ﷺ: « دع ما يريبك إلى مالا يريبك » وإذا توسع الإنسان، فإنه أيضاً يكون عنده صبرٌ من ناحية الزهد في أمور الدنيا، فإن ترك المتشابهات هذا من باب الورع، لكن إذا كان عنده قدرة على الصبر في مجال الزهد فهذا فيه زيادة خير، وبالله التوفيق.



[1] الآيات (153-157) من سورة البقرة.