Loader
منذ 3 سنوات

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


  • البدع
  • 2021-08-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7343) من المرسل السابق يقول: ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ"[1]، فاتباع الرسول ﷺ سببٌ لمحبة الله للعبد: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي فاتباع الرسول ﷺ سببٌ من أسباب محبة الله لعبده، واتباع الرسول ﷺ يكون بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه.

        وإذا نظرنا إلى الاحتفال بمولد الرسول ﷺ ونظرنا إلى حياته ﷺ، وإلى حياة خلفائه الأربعة، وإلى حياة الصحابة رضي الله عنهم وحياة التابعين وأتباع التابعين والقرون المفضلة -وجدنا أنه ﷺ لم يأمر به ولم يفعله، وكذلك خلفاؤه الأربعة كل واحد منهم لم يفعله ولم يأمر به، وقد قال ﷺ: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل وبدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار »، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم وكذلك التابعون وأتباع التابعين؛ يعني: القرون المفضلة التي قال فيها الرسول ﷺ: « خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، قال الراوي: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ».

        وبناءً على كل ما تقدم فإن هذا العمل يعتبر من البدع، والرسول ﷺ قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، ولو كان فيه خيرٌ لأمر به الرسول ﷺ أو فعله أصحابه، وقد بين ﷺ افتراق الأمم، افتراق اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافتراق النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وافتراق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة، وقال: « كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي »، فالاحتفال بالمولد النبوي لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، وليس له أصلٌ شرعيٌ يبنى عليه، والإنسان إذا كان يحب الرسول ﷺ يحبه بامتثال ما أمر به وترك ما نهى عنه؛ أما كونه يبتدع بدعاً ويدّعي أن هذا من محبة الرسول ﷺ فهذا من الأفعال المحرمة لا يجوز للإنسان أن يفعله ولا يجوز له أن يحضره، ولا يجوز صرف الأموال فيه. وبالله التوفيق.



[1]  من الآية (31) من سورة آل عمران.