الفتوى رقم (9197) من المرسل السابق، يقول: أنا رجلٌ صاحب صالون حلاقة، يأتيني بعض الناس يريدون أن أحلق لهم اللحى، إن عصيت أمرهم ربما تعدوا عليّ بالسب والشتم والهمز واللمز؛ إلى غير ذلك من الإيذاء، فهل أطيعهم؟ وهل عليّ شيء إذا فعلت ذلك؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق »، ويقول الله -جلّ وعلا-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[1]، فأنت يجب عليك امتثال أمر الله وأمر رسوله، يقول الله -جلّ وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[2]، فطاعة الله وطاعة الرسول واجبة، وقد بيّن الرسول ﷺ أن حلق اللحية حرام، وبيّن ذلك في فعله، فلم يتعرض لها في حياته، فهذه سنة قولية وسنة فعلية، فلا يجوز لك أن تتجاوز هذا الأمر من أجل إرضاء الناس، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، فأنت إذا تركت هذا الجانب طاعة لله -جلّ وعلا- فإن الله يسوق لك من الرزق مالا يخطر ببالك. وبالله التوفيق.