Loader
منذ سنتين

حكم البكاء عند زيارة قبر النبي ﷺ


  • فتاوى
  • 2021-12-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2239) من المرسل السابق، يقول: ذهبت إلى زيارة قبر النبي ﷺ، وكنت إذا ذهبت أبكي دائماً، فهل عليّ إثمٌ في هذا البكاء أم هو من الإيمان؟

الجواب:

أما قول السائل ذهبت لزيارة قبر الرسول ﷺ، والسائل من الصومال، هذا يدل على أنه يشد الرحل لزيارة قبر الرسول ﷺ، والرسول ﷺ قال: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد »، ونهيه هذا دليلٌ على أنه لا يجوز شد الرحل لقبره ﷺ، ولا لغيره من القبور، لكن بإمكان الإنسان أن ينوي المجيء إلى مسجد الرسول ﷺ ليصلي به عملاً بقوله ﷺ، « صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام »[1]، وإذا جاء إلى مسجد الرسول ﷺ فبإمكانه أن يسلم على الرسول ﷺ، ويسلم على أبي بكرٍ وعمر، وبعد ذلك بإمكانه أن يذهب إلى البقيع ويسلم على أهله، وشهداء أحد ويذهب إلى مسجد قباء، وغير ذلك من المحلات التي تُشرع زيارتها.

        أما ما ذكره من البكاء، فإن البكاء على حسب الباعث له، فإذا كان الإنسان يحب الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وإذا تذكره حصل منه هذا الشيء، فلا شك أن هذا البكاء ناشئ من ناحية إيمانية في الإنسان، ومحبة للرسول صلوات الله وسلامه عليه؛لأن محبة الرسول صلوات الله وسلامه عليه هي من طاعة الله جل وعلا.

 أما المحبة التي هي في مقام التوحيد، فهذه لا تكون إلا لله جل وعلا، ومحبة الإنسان للرسول الله ﷺ هي امتثالٌ لأمر الله جل وعلا؛ لأن الله أمر بمحبته، وأمر بإتباعه وبطاعته، ولهذا جاءت أدلة كثيرة تدل على مشروعية محبته ﷺ، فالمقصود: أن البكاء على حسب الباعث له، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (2/60)، رقم(1190)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة(2/1012)، رقم(1394).