حكم القول لمن صلّى: تقبل الله، ويرد : "منا ومنكم" بعد الصلاة مباشرة؟
- الصلاة
- 2022-01-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9288) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز لنا أن نقول لمن صلّى: تقبل الله، ويرد هو بقوله: "منا ومنكم" يقوله بعد الصلاة مباشرة؟
الجواب:
الدعاء بالقبول للإنسان وكون المدعو له يقول: تقبل الله منا ومنكم، هذا ليس فيه الشيء؛ ولكن إذا كان يقول هذا بعد الصلاة مباشرة بناءً على أنه سنةُ في هذا المحل وأنه مأمورٌ به؛ فأنا لا أعلم دليلا يدل على مشروعيته؛ لأن الشيء يكون مشروعاً لكن يكون مشروعاً له كم وله كيفية، وله مكان وله زمان. فعندما يعمل الشيء ينظر هل عمل في مكانه، هل عمل في زمانه، هل عمل في كيفيته، هل عمل في كميته؟
فإذا كان هذا التصرف متطابقاً مع ما ورد من الشارع، فحينئذٍ يكون هذا الشخص قد وافق عمله الشارع؛ يعني: إنه امتثل لأمره.
فلو أن شخصاً في السجود قال: سبحان ربي العظيم. وفي الركوع قال: سبحان ربي الأعلى، فسبحان ربي العظيم هذا دعاء، وسبحان ربي الأعلى هذا دعاء. أو أنه قرأ التشهد في الركوع، أو قرأ التشهد بين السجدتين؛ فكلّ هذه أمور هي مشروعةٌ في حدّ ذاتها؛ ولكنها لم تشرع في هذا المحل، وهذه ناحية مهمة جداً يحتاج الشخص أن ينتبه لها، ولهذا لما صلّى بعض الشباب بجماعة في رفعه من الركوع بدلاً من أن يقول: سمع الله لمن حمده قال: الله أكبر! الجماعة قالوا له: سبحان الله! يريدون منه أن يسجد للسهو فلم يسجد للسهو، فلما صلّى ألقى عليهم كلمة وقال: سمع الله لمن حمده هذا دعاء، والله أكبر دعاء، وجعل هذا بدلاً من هذا ليس فيه شيء، وهذا لا شك أنه من جهله.
فغرضي من هذا هو التنبه إلى الموضع الذي قيد الشارع به العمل، فقد يقيّده كماً، أو كيفاً، أو محلاً، أو زماناً، أو مكاناً. وبالله التوفيق.