Loader
منذ سنتين

كيف يكون بر الوالدين ومن هو أحق بالصلة بعد الوالدين؟


  • فتاوى
  • 2021-12-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3585) من المرسل السابق، يقول: كيف يكون بر الوالدين ومن هو أحق بالصلة بعد الوالدين؟

الجواب:

 بر الإنسان بوالديه هذا حسب حاجتهما من جهة، وحسب استطاعته من جهةٍ أخرى.

والبر يكون بالكلام، ويكون بالأفعال، ويكون بالمال، ويقول الله -جلّ وعلا-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1]، فإذا كانا في حاجةٍ إلى البر من جهة المال يعطيهما، وإذا كان من جهة المعاملة الحسنة بالقول، أو كان من جهة المعاملة الحسنة بالفعل، فأيضاً يفعل ذلك إذا كان قادراً على ذلك. أما إذا كان عاجزاً فالله -جلّ وعلا- قال في محكم كتابه العزيز: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"[2].

ومما يحسن التنبيه عليه أن الأم لها حقٌ أبلغ من حق الأب في البر، ولهذا « جاء رجلٌ إلى الرسول ﷺ فقال: يا رسول الله، من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ».

 فالأم أكّد حقها ثلاث مرات، وأتى بالأب بعد الثالثة، وهكذا الأقرب فالأقرب.

 كما سبق أنه لا بدّ من التنبه إلى حاجة هذا القريب، ولا بدّ من التنبه إلى قدرة هذا الشخص، فإذا كان هذا القريب في حاجةٍ، وهذا الشخص الذي يريد أن يبره عنده قدرةٌ على ذلك، فيطبق ما يقتضيه الوجه الشرعي. ولا ينبغي للأم أن تتعسّف على الابن، ولا ينبغي للأب أن يتعسّف على الابن.

وقد سألني بعض الأشخاص وقال: أبي يطلب مني شيئاً من مالي يأخذه ويعطيه بعض إخوتي، وهؤلاء هم أغنى مني. فلا يجوز للأب أن يتعسّف على أحدٍ من أولاده، ولا يجوز للأم أن تتعسّف وتطلب ما لا يجوز لها أن تطلبه؛ وكذلك الأب لا يجوز له أن يطلب مالا يستحقه. وكذلك لا يجوز للابن أن يتعسّف، بمعنى: إنه لا يجوز له أن يمنع حقاً واجباً عليه لأبيه أو أمه. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23، 24) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (286) من سورة البقرة.