الطريقة لطرد الأفكار التي تحول بين الشخص وصلاته
- الصلاة
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5238) من المرسل ف. ع من المملكة المغربية - فاس، يقول: عند الصلاة أحاول أن أطرد جميع الأفكار التي تحول بيني وبين تفكري في عظمة الرحمن لكن دون جدوى، وكثيراً ما أنهي الصلاة وأنا على هذا الحال، أرجو توجيهي كيف المخرج؟
الجواب:
الصلاة عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله -جلّ وعلا-. والإنسان في إقدامه على امتثال ما أمره الله به وإحجامه عما حرم الله -جلّ وعلا- عليه هذا من الأمور المطلوبة؛ ولكن قد يضعف الشخص في حالة الامتثال فقد لا يفعل الواجب أصلاً، وقد يفعله ولكن يكون في فعله ضعفٌ كما جاء في سؤال السائل؛ وهكذا بالنظر إلى فعل المحرمات قد يقدم الإنسان عليه وقد يبذل الأسباب ولكن لا يحصل له المطلوب. وعلى هذا الأساس يكون الشخص هو الذي تسبب في وجود مرضٍ عنده يعوقه عن الامتثال عن الوجه المطلوب؛ لا في باب فعل الأوامر، ولا في باب ترك النواهي. فعندما يقدم الشخص على فعل محرمٍ يكون قد فتح على نفسه باباً للشيطان، وعندما يقدم على ترك واجبٍ من الواجبات يكون بذلك قد فتح على نفسه باباً للشيطان، وعندما تكثر هذه المداخل للشيطان يزداد ضعف الإنسان عن أداء الواجبات الأخرى وعن ترك المحرمات الأخرى من جهة أخرى؛ وبالتالي قد يتمادى ثم بعد ذلك يصل إلى درجة الخروج من الإسلام وهو لا يشعر بذلك.
فهذا السائل وأمثاله ينبغي أن يتفقد الشخص نفسه عندما يكون عنده ضعفٌ في أداء الواجبات، أو يكون عنده سرور وميول إلى فعل المحرمات؛ عليه أن يبحث عن الأسباب التي تدعو إلى هذه الأمور ويعالج هذه الأسباب. فبعض السلف يقول: إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي. والله -جلّ وعلا- يقول: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"[1]. فلا شك أن ذهول الإنسان عندما يدخل في صلاته قد يخرج منها وهو لم يعقل شيئاً منها، أو يعقل جزءاً منها؛ لا شك أن هذا من المصائب؛ لأن هذه مصيبةٌ في الدِّين، فالمصيبة قد تقع في البدن، وقد تقع في المال، قد تقع في الولد، قد تقع في الدِّين، فحينئذٍ تكون هذه المصيبة وما أصابت هذا الشخص إلا بسببٍ من قبله؛ فعليه أن يعالج السبب الذي من أجله حصل هذا الأمر، وعندما يعالج السبب لعل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه. وبالله التوفيق.