Loader
منذ سنتين

كيف يكون بر الوالدين حيث تطلب مني والدتي السكن معهم في الدور الثاني، وزوجتي ترفض؟


الفتوى رقم (12484) من المرسل أ. م، يقول: كيف يكون بر الوالدين حيث تطلب مني والدتي السكن معهم في الدور الثاني، وزوجتي ترفض ذلك تقول: لا نريد مشاكل بيننا وبين والدتك، فكيف يكون التوفيق في هذا الموضوع؟ وجهوني مأجورين.

الجواب:

الله -سبحانه وتعالى- قال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[1]، والرسول ﷺ قال لعمر -رضي الله عنه-: « يأتيكم وفد من أهل اليمن معهم أويس القرني، له والدة هو بها بارٌ لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل »، ومعلوم مقام عمر من جهة الدين، ومع ذلك الرسول ﷺ قال له: « فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل » فلما جاء وفد اليمن سألهم عمر -رضي الله عنه- عن أن أويس فدلوه عليه فجيء به إليه وأخبره بما ذكر له الرسول ﷺ وقال له: أُريد أن تستغفر لي فاستغفر له.

هذا الكلام يدلُنا على عِظم حق الأم من جهة، وعلى الآثار المترتبة على بِرّها من جهة أخرى؛ سواء كانت هذه الآثار في الدنيا، أو كانت هذه الآثار في الآخرة.

ومن المعلوم أن الزوجة إذا تزوجت شخصاً فكثير من النساء تُريد أن تستولي على هذا الرجل من جهة بدنه، ومن جهة ماله، ومن جهة فكره توجهه لما تُريد؛ وكذلك من جهة وقته.

فالواجب على الشخص أن يقوم بحق أمه هذا من جهة، ويقوم بحق زوجته، وليس لزوجته حق أن تحول بينه وبين أمه بأي وجه من الوجوه التي تجعله يقلل من بِرّه لها.

ومن المعلوم أن كل شخص مسؤول عما يعمله؛ لقول الله -جل وعلا-: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}[2].

وقد سألتني امرأة عن طريق التلفون فقالت: إني تزوجت شخصاً وقد غسلت مخه عن جميع أقاربه إلا إخوته، فقد عجزت عن غسل مخه عنهم، فماذا أفعل؟ لأنها تُريد أن أُعينها على طريقة تستعملها من أجل أن تغسل مخه عن إخوته حتى لا يرتبط بأحد من جميع أسرته، وتكون هي التي تتصرف به.

فالواجب على جميع الأشخاص الذين تزوجوا يجب عليهم أن يُراعوا ما فرض الله من الحق للأم، وما فرض من الحق للأب، وما فرض الله من الحقوق للأولاد؛ وكذلك الأقارب. ولا تكون الزوجة هي التي تمنعه من أداء هذه الحقوق وتُسخره للأمور التي تُريدها، قد تكون حقاً وقد تكون باطلاً. وبالله التوفيق.



[1] وردت في عدة مواضع من القرآن الكريم وأولها في (83) من سورة البقرة.

[2] الآيتان (13-14) من سورة الإسراء.