كيفية الدعاء في صلاة الوتر، وكلمة عن صلاة الليل
- الصلاة
- 2022-02-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10278) من مرسلة من القاهرة من مصر، تقول: الدعاء في صلاة الوتر هل يكون قبل الركوع أم بعده؟ وهل يشرع رفع اليدين فيه أم لا؟ ونرجو الحديث عن صلاة الليل والوتر.
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- شرع الصلوات الخمس. والنبي ﷺ شرع الرواتب، ففيه أربع ركعاتٍ قبل الظهر، وأربع بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. وبالنسبة للعصر قال النبي ﷺ: « رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربع ركعات ». فيحافظ المسلم على الصلوات الخمس، ويحافظ على هذه الرواتب. وفيه -أيضاً- صلاة الضحى ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس قدر رمحٍ إلى ما قبل الظهر بثلث ساعة أو ربع ساعة. وبين الظهر والعصر للشخص أن يتطوع بالقدر الذي يريده، وبين المغرب والعشاء؛ كذلك فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من صلى عشر ركعاتٍ بين المغرب والعشاء بنى الله له بيتاً في الجنة ». ولمّا سمع عمر -رضي الله عنه- هذا الكلام من الرسول ﷺ قال: « إذن نكثر يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ: الله أكثر ».
وبالنسبة لصلاة الليل فالشخص على حسب حاله: بعض الناس يصعب عليه القيام آخر الليل فهذا يصلي ما شاء بعد صلاة العشاء. ولو فرض أن الصلاة جُمعت؛ يعني: حصل سببٌ للجمع كما إذا حصل مطرٌ وجمع بين المغرب والعشاء، وأراد أن يصلي هذه الصلوات بعد صلاة الجمع، أو يصليها بعد دخول وقت العشاء؛ فيصلي ما شاء الله وذلك بحسب حاله من جهة شبابه، ومن جهة صحته، ومن جهة فراغه. ولا حدّ له من جهة العدد.
أما من جهة الصفة فإنه لا بدّ من إتمام الركوع والسجود؛ وكذلك قراءة الفاتحة، وكذلك يقرأ ما تيسر له من القرآن. وبعد ما ينتهي من هذه الصلاة يصلي ركعة واحدة توتر صلاته. وإذا كان من الناس الذين يستطيعون القيام آخر الليل فلا شك أن هذا هو الأفضل، ويكون في الثلث الأخير من الليل؛ لأنه وقت النزول الإلهي، ولهذا يقول الله -جل وعلا- في هذا الوقت: « هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له » حتى يطلع الفجر.
والإنسان يتحرى في هذا الوقت أن يقوم آخر الليل وأن يصلي ما شاء الله، يتوضأ ويصلي ركعتين خفيفتين هما افتتاح لصلاة الليل من جهة، وهما -أيضاً- من ناحية الوضوء فإن بلالاً -رضي الله عنه- قال له الرسول ﷺ: «سمعت خشخشتك بين يدي في الجنة »، فسأله عن العمل الذي يعمله قال: « ما توضأت وضوءاً إلا صليت ركعتين ». ثم يصلي صلاة الليل مثنى مثنى، يسلم من كل ركعتين، وإن صلى ثلاثاً بسلامٍ واحد، أو خمساً بسلامٍ واحد، أو سبعاً بسلامٍ واحد، أو تسعاً بسلامٍ واحد؛ فالأمر في هذا واسعٌ. وإن سلم من كل ركعتين ثم أوتر بركعةٍ في آخر ذلك أو أكثر من ذلك؛ يعني: صلى عشرين ركعة، ثلاثين ركعة على حسب قدرته؛ فالأمر في هذا واسعٌ من جهة، وعلى الإنسان أن يحرص بقدر ما يستطيع أن يصلي.
ومن الأمور المترتبة على هذه الطاعات التي يفعلها غير الفرائض أن الإنسان إذا جاء يوم القيامة ونظر الله إلى صلاة الفرائض وقال: « انظروا هل لعبدي من تطوعٍ »، فإذا كان له تطوعٌ من الصلوات فإن هذا التطوع يكون جابراً لما حصل من النقص في الفرض. وبالله التوفيق.
المذيع: بالنسبة للوتر يكون الدعاء قبل الركوع أم بعده؟ وهل يرفع اليدين؟
الشيخ: أما بالنظر للوتر فإن دعت قبل الركوع أو دعت بعد الركوع وترفع اليدين؛ لكن الكثير هو أنه يكون بعد الركوع وترفع اليدين. وبالله التوفيق.