Loader
منذ سنتين

الأحوال التي لا يستجاب فيها الدعاء


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3948) من المرسل السابق، يقول: ما الأحوال التي لا يستجاب فيها الدعاء؟

الجواب:

        الدعاءُ له أسبابه، وله أوقاته، وله أمكنتهُ، وهناك دعاء مطلق، بمعنى: إن الإنسان يدعو به حسب رغبته، وهناك أدعية مختصة لأسباب، عندما تأتي أسبابها تقال هذه الأدعية، وينبغي للشخص أن يتجنب أن يكون مطعمه حراماً، وملبسه حراماً، ومشربه حراماً، فإن استعماله لهذه الأشياء من موانع الدعاء.

        وكذلك من الأمور التي يجب على الإنسان أن يتجنبها في الدعاء ألا يدعو بإثم، بمعنى: أنه لا يتعدى في دعائه، لا في تأثيمه لنفسه، ولا بطلب تأثيم غيره؛ لأنه قد يدعو ويظلم نفسه في دعائه، وقد يدعو ربه من أجل أن يوقع على هذا الشخص المعين عذاباً، أو أن يمنع عنه رزقاً، أو ما إلى ذلك. وهذا من الاعتداء في الدعاء، فلا يجوز له أن يدعو بما يعود عليه بالضرر، ولا بما يعود على غيره بالضرر، ولا يدعو بما يمنع غيره من النفع، ولا يدعو بما يمنع النفع عن نفسه؛ لأن هذه أمور مرجعها إلى الله -جل وعلا- ؛ لأنه هو الذي يعلم السر وأخفى.

        وكذلك ينبغي أن يتجنب في دعائه قطيعه الرحم، فالدعاء الذي يدعو به الشخص ويكون مشتملاً على قطيعة الرحم، فهذا يكون أيضاً مانعاً من موانع الدعاء.

        ويتحرى أن يكون دعاؤه من الأدعية الواردة في القرآن، أو الثابتة عن الرسول ﷺ؛ لأن بعض الناس قد يركّب أدعية ليس لها أصلٌ لا من كتاب الله، ولا من سنة رسوله ﷺ، وقد يكون في هذه الأدعية ما يكون شركاً أكبر، أو ما يكون شركاً أصغر؛ ولكن الداعي لا يتنبه له، وإذا أراد الشخص أن يدعو فإنه يختار أدعية من القرآن وأدعية من السنة الثابتة عن الرسول ﷺ، وبإمكانه الرجوع إلى ما كتب في هذا الباب من كتب الحديث، ومن أحسن ما يرجع إليه كتاب: الدعاء من جامع الأصول في أحاديث الرسول ﷺ، فإن ابن الأثير جمع في هذا الكتاب جملة كثيرة جداَ من أحاديث البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ورتب الأحاديث، ورتب كتبها على حسب الأبواب، فالباحث يجد كتاب الدعاء في حرف الدال، وقد ذكر فيه جملة من أحاديث الدعاء. وبالله التوفيق.