الفتوى رقم (4788) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كنت أنا وزوجتي في رحلةٍ إلى مكة المكرمة لأداء العمرة وعندما انتهت العمرة أمرت الزوجة أنه إذا وصلنا إلى الفندق أن تأخذ شيئاً من شعرها وذلك إذناً بنهاية مناسك العمرة، ولكنها لم تفعل ذلك نسياناً منها ولم تذكر هذا إلا بعد الخروج من مكة، فما الحكم؟

الجواب:

        هذه المسألة عندما تقع فإن الشخص إذا ذكر وهو خارج الحرم فإنه يقصر من شعره في المكان الذي هو فيه؛ بمعنى: أن التقصير لا يكون مكانه الحرم، بحيث أنه لا يجوز للإنسان أن يقصر في غير الحرم، لكن إذا انتهى من سعيه من العمرة وقصر بعد الانتهاء في أي مكان في الحرم، أو نسي وخرج من الحرم، ثم ذكر، فإنه يقصر في المكان الذي هو فيه.

        لكن الشيء الذي يحتاج إلى تنبيه هنا هو أن الشخص قد يجامع زوجته قبل التقصير، وعلى هذا الأساس يجب عليه أن يذبح فديةً في مكة توزع على فقراء الحرم تجزئ أضحية عنه وعنها، تجزئ أضحية يذبحها عنه وأخرى يذبحها عنها إذا كان كلٌ منهما لم يقصر شعره أو كان هو لم يقصر شعره فالفدية عليه فقط، وإذا كانت هي لم تقصر شعرها وهو مقصر فالفدية عليها فقط، وإذ لم يقصرا معا فالفدية عليهما جميعاً.

        وكذلك أمرٌ آخر يحتاج إلى تنبيه وهو: أن الشخص إذا كان رجلاً وكان قد لبس ثيابه ونسي أن يقصر ثم ذكر، فإنه يعيد لبس الإحرام، يخلع ثيابه ويلبس إحرامه ويقصر ثم بعد ذلك يعود ويلبس ثيابه. وبالله التوفيق.