Loader
منذ سنتين

أعاني من دوامٍ طويل وأنا مقصّر في حفظ القرآن بسبب العمل، هل أستمر فيه أم أبحث عن عمل آخر؟


  • فتاوى
  • 2022-03-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11653) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أعاني من دوامٍ طويل من السابعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وبعد ذلك تأتي مكالمات هاتفية تخص العمل بعد فترة العمل، وأنا مقصّر في حفظ القرآن وحضور بعض الدروس بسبب هذا العمل، هل أستمر في هذا العمل واعتبره عبادة، أم أرى عملاً آخر حتى لا أنشغل عن عبادتي وعن أهلي؟

الجواب:

        من قواعد هذه الشريعة الوسطية. ومعنى الوسطية التي أريد أن أنبه عليها -لأن الوسطية تتفرع- لكن الأمر الذي أريد أن أنبه عليه هو أن الشخص يكون وسطاً في أمور دينه، ويكون وسطاً في أمور دنياه، ويكون وسطاً في أمور دينه ودنياه، فلا يطغى أمرٌ من أمور دينه، بحيث يكون فيه تقصير في واجب، وكذلك أمور دنياه لا يتجه اتجاهاً من أمور الدنيا ويترك الاتجاهات الأخرى؛ وكذلك لا يميل إلى أمور دينه بحيث يتضرر في أمور دنياه ويكون عالةً على غيره، ولا يركن إلى أمور دنياه بحيث يضيع كثيراً من أمور دينه.

فيعمل موازنة بين أمور دينه، وموازنة بين أمور دنياه، وموازنة بين أمور دينه ودنياه؛ بحيث إنه يؤدي ما أوجب الله عليه، ويترك ما حرم الله عليه، ويؤدي المسؤوليات المناطة فيه، وبخاصةٍ الأمور الواجبة، ومن ذلك الأسباب التي تعين على أداء هذه الأمور الواجبة.

فهذا الشخص بالنظر إلى ما ذكره من الدوام، هذا الدوام يشغل وقتاً كثيراً؛ لكن هذا الوقت الكثير يتحصل منه على مصلحةٍ مالية، هذه المصلحة المالية يصرفها على من تحت يده؛ سواءٌ كان هذا الصرف من باب الواجب، أو كان من بابا الفضل والصدق؛ لكن إذا كان هذا العمل الذي يعمله ينشأ عنه خللٌ في أمور دينه؛ مثل: أنه لا يُصلي مع الجماعة، أو يؤخر الصلاة عن وقتها؛ لأن فيه بعض الناس يجمع الصلوات الخمس كلها. سئلنا عن هذا، الصلوات الخمس يجمعها كلها في وقتٍ واحد، ولا شك أن هذا أمرٌ لا يجوز.

أما بالنظر إلى أمور التطوع، فالرسول ﷺ من وصاياه أنه قال: « اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، صحتك قبل مرضك، حياتك قبل موتك، فراغك قبل شغلك، غناك قبل فقرك » فالشخص ينظر إلى الصفة التي هو فيها ويؤدي جميع حق الله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.