Loader
منذ 3 سنوات

حكم إسبال الشباب لملابسهم، ولبسهم الدبل


الفتوى رقم (978) من المرسل م.س.ح.ع، يقول: أرى بعض الناس، وخاصة الشباب في وقتنا الحاضر يجرون، ويسحبون أثوابهم على الأرض حتى لا ترى نعالهم إذا صاروا على الأرض، وأيضاً نراهم يربون شعورهم إلى الأكتاف، ونراهم يضعون الدبل، والخواتم في الأصابع، فهل هذا جائز أم لا؟

الجواب:

 أولاً: بالنسبة للإسبال، جاءت أدلة من القرآن، وأدلة من السنة تدل على أنه محرمٌ من حيث الأصل، فالله جل وعلا يقول:"اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"[1]، ويقول النبي ﷺ: « ما أسفل من الكعبين فهو في النار »، إلى غير ذلك من الأدلة.

 ثانياً: بالنسبة لتربية شعر الرأس، الحكم فيه يختلف باختلاف مقصود المربي لرأسه، فقد يربيه اقتداء بالرسول ﷺ، وقد يربيه من أجل أن يتقي به شدة البرد، أو شدة الحر، وقد يربيه من أجل يتزين به، وبالأخص الشباب، وهذا لا يجوز، يعني لا يجوز له أن يربي شعره من أجل أن يجعله زينة ً، لما يترتب على ذلك من المفاسد.

ثالثاً: بالنسبة لما يلبسه الشباب من الذهب بصرف النظر عن تحديد الجهة التي يوجد فيها شبابٌ يلبسونه، فإن فيه من يلبسه على شكل سلاسل في الرقبة، ومنهم من يلبسه على شكل أسورة، ومنهم من يلبسه على شكل خواتم، وكل ذلك لا يجوز، لورود الأدلة الدالة على تحريم الذهب على ذكور هذه الأمة.

 رابعاً: هذا منكرٌ، وكان ينبغي أن تنكره أيها السائل على هؤلاء الشباب، وإنكار المنكر بينه النبي ﷺ بقوله: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »، وذلك أن الناس ينقسمون ثلاثة أقسام، أو يتكونون من ثلاث طبقات:

الطبقة الأولى: أهل التنفيذ الذين يملكون التنفيذ، وهؤلاء هم المذكورون في أول الحديث: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ».

والطبقة الثانية: أهل العلم، وهؤلاء هم الذين يملكون البيان، ولم يجعل لهم التنفيذ، وهؤلاء هم في الطبقة الثانية من الحديث، أوفي الجملة الثانية من الحديث: « ومن لم يستطع فبلسانه ».

والطبقة الثالثة: هم عامة الناس، هؤلاء لا يملكون تنفيذاً، ولا يستطيعون البيان على الوجه المطلوب، وهؤلاء بين النبي ﷺ ما يجب عليهم، فقال: « ومن لم يستطع فبقلبه »، يعني يكره المعصية، ويكره العاصي.

 ثم إن تغيير المنكر من جهةٍ أخرى يكون على شكل فردي، ويكون على شكلٍ جماعي.

بمعنى إذا أردت أن تغير المنكر، فإنك تأخذ بيد الشخص المتلبس بالمنكر، وتعظه فيما بينك وبينه.

وقد يكون على شكل جماعي، كشخص يتكلم في المسجد يوم الجمعة بعد الصلاة، أو في مكانٍ اجتمع فيه جماعة من الناس.

 وعلى كل حال واجبٌ على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم في تغيير المنكرات، سواءٌ أكانت مما ذكره السائل، أو كانت من غيرها؛ لأن هذا تعاون على البر والتقوى، وقد أمر الله به تعالى بقوله تعالى:"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"[2]، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (18) من سورة لقمان.

[2] من الآية (2) من سورة المائدة.