محافظٌ على الفرائض والنوافل والأذكار والصلاة، وصلة الرحم؛ لكن هذه الأعمال لا تحجزه عن محارم الله
- فتاوى
- 2021-08-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7518) من المرسل م.س.م. يقول: أنا محافظٌ على الفرائض والنوافل والأذكار والصلاة، وصلة الرحم. وعدّد جملةً من الطاعات التي يحافظ عليها؛ لكن هذه الأعمال لا تحجزني عن محارم الله، فيأتي الكبائر، وهو مدمنٌ ومصرٌ على كبائر معينة يعشقها عشقاً عظيماً، يقول: ما الحل تجاه أمري أحسن الله إليكم؟
الجواب:
الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان تارةً تؤثر على صاحبها، وهذا الأثر من جهتين:
أما الجهة الأولى: فهي التزود من أعمال الخير.
وأما الجهة الثانية: فإنها تحجزه عن محارم الله -جل وعلا-، ولهذا يقول الله -جل وعلا-:"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"[1]، فإذا كانت صلاته وأعماله صالحة لا تنهاه عن المنكر فإن النبي ﷺ قال: « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعداً » [2]، فهذا تكون عبادته عبادة صورية وليست عبادةً من قلبه، وإلا لو كانت هذه العبادة مؤثرةٌ في قلبه لحجزته عن محارم الله -جل وعلا-.
ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى مدح الذين يخشون ربهم بالغيب وقال:"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"[3]، وخشية الله بالغيب هي أن تكون في السر كما تكون في العلانية؛ بمعنى: إنك لا تظهر للناس علانيةً طيبةً؛ ولكنك في السر تعمل أعمالاً قبيحة، فإن هذا من النفاق في الحقيقة، فهذا السائل ينطبق عليه هذا الكلام بمعنى: إنه منافقٌ ؛ لأن الأعمال الظاهرة التي يشاهده الناس عليها هذه أعمالٌ طيبة؛ ولكنه إذا انفرد بنفسه عمل أعمالاً قبيحة، فهذا لا يخشى ربه بالغيب. نسأل الله لنا وله ولجميع المستمعين العافية والسلامة، وعليه أن يتدارك نفسه قبل فوات الأوان. وبالله التوفيق.