معنى عبارة (عند قلة الدعاة وكثرة المنكرات وغلبة الجهل كحالنا فإن الدعوة إلى الله فرض عين..)، وكيف تكون الدعوة فرض عين على المسلم؟
- فتاوى
- 2022-03-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11936) من المرسل السابق، يقول: قرأت عن سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنه يقول: (عند قلة الدعاة وكثرة المنكرات وغلبة الجهل كحالنا فإن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم حسب الاستطاعة)، ماذا تعني هذه الكلمات؟ وكيف تكون الدعوة فرض عين على المسلم؟
الجواب:
من المعلوم أن فرض العين واجبٌ على شخص وجه إليه هذا الفرض كلٌ حسب استطاعته. والرسول ﷺ قال: « مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع »، وقال ﷺ: « رفع القلم عن ثلاثة » وذكر منهم الصبي حتى يبلغ. وذكر -أيضًا- المجنون مرفوع عنه القلم في حال الجنون؛ لكن لو رجع إليه عقله فإنه يكون مكلّفًا.
وبناءً على ذلك فإن فرض العين موجه إلى كل مكلّف بحسبه؛ أما بالنظر إلى فرض الكفاية فهذا يُقصد منه أن يوجد جماعة يقومون بفرض الكفاية، فعندنا عمل القضاء هذا فرض كفاية، والدعوة إلى الله فرض كفاية، والحسبة فرض كفاية، وما إلى ذلك من الأمور التي يحتاج إليها المسلمون. والقيام بالزراعة فرض كفاية؛ يعني فيه فروض كفاية في أمور الدين، وفيه فروض كفاية في أمور الدنيا؛ لكن قد يكون فرض الكفاية فرض عين كما ذكر سماحة الشيخ -رحمه الله- قد يكون فرض الكفاية فرض عين لكن متى يكون ذلك؟ إذا وجد في البلد من يستطيع بالقيام بهذا الفرض ولا يوجد غيره؛ كشخص تعين عليه القضاء في بلد ولا يوجد من يُحسن القضاء فهو فرض عين بالنسبة له؛ وكذلك شخص يوجد في بلد وعنده قدرة على الدعوة إلى الله، ولا يوجد من يدعو إلى الله سواه فإنه فرض عين؛ وكذلك بالنسبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالمقصود أن فرض الكفاية ينقلب فرض عين وذلك في حدود ما إذا كان لا يوجد إلا أفراد يقوم بهم الفرض فإنهم يكلفون بذلك، وإذا تركوه فإنهم آثمون؛ لكن لو وجدنا بلدًا فيها مائة كل واحد يصلح للقضاء صار فرض كفاية بالنسبة لهم جميعاً، فإن اتفقوا على تركه فإنهم يأثمون. وبالله التوفيق.