الفتوى رقم (9891) من المرسل السابق، يقول: إذا تصدقت عن والدي المتوفى فهل يحصل له كما يحصل لو تصدق عن نفسه حال حياته من الأجر؟

الجواب:

        الإنسان عندما يتصدق عن نفسه فأجر الصدقة يختلف باختلاف مكان الصدقة، وزمان الصدقة، وحال الشخص الذي دُفعت إليه الصدقة؛ بمعنى: إن تفاوت الثواب له أسباب كثيرة، فعائشة -رضي الله عنها- طرقت الباب عليها فقيرة، فخرجت عائشة ولم تجد في البيت إلا ثلاث تمرات، وكانت هذه المرأة معها ابنتان صغيرتان، فعائشة -رضي الله عنها- أعطت هذه المرأة الثلاث تمرات. والمرأة أعطت كل واحدة من البنتين تمرة، وأبقت واحدةً في يدها وصارت تتحدث هي وعائشة -رضي الله عنها- كل واحدةٍ من الابنتين أكلت التمرة، ومدت يدها لتأخذ ما في يد أمها؛ لأن الذي في يد أمها تمرة واحدة، فقامت الأم فشقت التمرة قسمين وأعطت كل واحدةٍ من البنتين شقاً من هذه التمرة ولم تأكل شيئاً؛ فأعجب عائشة أمر هذه المرأة فذكرت ذلك للرسول ﷺ فبيّن لها الرسول ﷺ أنها دخلت الجنة بسبب شقها هذه التمرة الثالثة بين البنتين.

        فالصدقة في رمضان والصدقة في الحرم وما إلى ذلك، فالقصد أن تفاوت الثواب له أسباب كثيرة؛ وكذلك من ناحية مقدار المال الذي تصدق به، وكذلك من ناحية حلهِ وحرمته، وإذا كان فيه حلال أو فيه حرام وهكذا؛ لكن الإنسان يفعل الأسباب ولا ينظر إلى مقدار الثواب؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[1]. ومن المعلوم أن الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أكثر من ذلك. الله -سبحانه- هو صاحب الفضل. وبالله التوفيق.