منذ سنتين
حكم الدعوة إلى دين الله، وما أهمية هذا الأمر؟
- فتاوى
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8030) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الدعوة إلى دين الله؟ وما أهمية هذا الأمر؟
الجواب:
الدعوة إلى دين الله تحتاج إلى:
- زادٍ يكون موجوداً عند الداعية؛ بمعنى أن تكون عنده بنية أصلية يستمد منها الدعوة إلى الله -جل وعلا-، فيتعلم من العلوم الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ويطلع أيضاً على كلام أهل العلم في باب العقائد وفي باب الفقه، ويكون مؤهلاً لفهمها من ناحية اللغة، ومن ناحية علوم القرآن، وعلوم الحديث، وأصول الفقه، فإذا تزود من هذه العلوم صار مؤهلاً للدعوة إلى الله -جل وعلا-.
- ويحتاج أيضاً إلى نية طيبة؛ لقوله ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات ».
- ويحتاج أيضاً إلى أن يكون عاملاً بما يدعو إليه؛ {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[1]، فقد يدعو ولكنه يخالف؛ كأن يدعو إلى أمور قولية يخالفها، أو يدعو إلى أمور عملية أو إلى أمورٍ اعتقادية يخالفها، فلا يجوز له أن يسلك هذا المسلك.
- ويحتاج أيضاً إلى أن يكون حكيماً في دعوته، فلا يكون فظّاً غليظاً كما قال -جل وعلا-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[2]، ويقول -جل وعلا-: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[3].
فإذا توفرت هذه الأمور فإن الإنسان يدعو إلى الله -جل وعلا-، والدعوة لها فضل عظيم؛ يقول الرسول ﷺ: « لَئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمْر النعم ».
والدعوة من وظائف الرسل، والعلماء هم ورثة الأنبياء؛ فإن الأنبياء لم يوِّرثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر، ومن وظائف العلم العمل به من جهة، والدعوة إليه من جهةٍ أخرى، وبالله التوفيق.