Loader
منذ 3 سنوات

هل يجوز لنا التسبيح بأكثر من ثلاث وثلاثين مرة ؟


  • فتاوى
  • 2021-04-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (17) من المرسلة السابقة، تقول: قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}[1]، فهل يجوز لنا التسبيح بأكثر من ثلاث وثلاثين مرة، بالتسبيحات (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله)؟ وهل يمكننا أن نسبح بغيرها في غير أوقات الصلاة، مثل: يا لطيف؟

الجواب:

        الدعاء؛ دعاء مطلق، ودعاء مقيد.

        الدعاء المقيد: يكون مقيداً من جهة العدد، ويكون مقيداً من جهة الوقت.

        فمثلاً: الشخص بعد سلامه من الصلاة، وانتهائه من الدعاء، والاستغفار وما إلى ذلك، يذكر الله ثلاثاً وثلاثين، « سبحان الله » ثلاثاً وثلاثين، و« الحمد لله » ثلاثاً وثلاثين، و « الله أكبر » ثلاثاً وثلاثين، ويقول تمام المائة: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير »، فهذا مقيد من حيث العدد، ومقيد من حيث الوقت.

        وكذلك التسبيح في الركوع، والتسبيح في السجود، الواجب مرة، وللشخص أن يزيد على ذلك، ولهذا حثَّ النبي على كثرة الدعاء في السجود؛ لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، هذا في الدعاء المقيد من جهة العدد ومن جهة الوقت.

        الدعاء المطلق: ومن أمثلته أن الشخص، يسبح الله ويحمده ويكبره ويذكره، في الضحى، بعد الظهر، بعد العصر، بعد المغرب، بعد العشاء، في أي وقت أراد؛ يعني هذا مطلق من حيث العدد، ومطلق من حيث الزمان؛ يعني ما قيد بوقت، ولا قيد بعدد.

        أما الأدعية المشروعة المحددة في أوقاتها، وفي أعدادها، فالزيادة عليها، زيادة عن الأمر المشروع.

        أما ما ذكرتُهُ من الزيادة على التسبيح في الركوع، ومن التسبيح في السجود، فالرسول حث على زيادة الدعاء في السجود، وأطلق في ذلك، لكن أنا ذكرته من جهة التقييد من ناحية أن الواجب في الدعاء مرة واحدة؛ مثلاً، يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع، سبحان ربي الأعلى في السجود.. الواجب مرة واحدة، وأدنى الكمال ثلاث، وأعلاه في حق الإمام عشر.

        فالمقصود: أنه ينبغي للعبد أن يتقيد في باب العبادات بما ورد من الأدلة الشرعية، وألَّا يعمل عملا يخالف الأدلة؛ لعموم قوله : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي رواية « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، وبالله التوفيق.



[1] الآية (26) من سورة الإنسان.