Loader
منذ 3 سنوات

حكم قول: أصابته عين ما صلت على النبي وحكم إتيان السحرة والكهنة لمن أصيب بعين


  • فتاوى
  • 2021-07-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5866) من المرسلة أ.ز.هـ. تقول: يقول بعض العوام -هداهم الله- عندما يرون شخصاً مصاباً بالعين: أصابته عين ما صلّت على النبي ، فما توجيهكم بارك الله فيكم؟

الجواب:

        هذه الكلمة ليس لها دليل شرعي. والذي ينبغي أن ينبه عليه بالنسبة لهذا الموضوع، هو أن هذه المسألة لها أصلٌ في القرآن في قوله-تعالى-: "وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"[1]. ومن السنة العين حق ولو كان شيء سبق القدر لسبقته العين، والعين تصدر من شخصٍ لا يستطيع ردها، ففيه أشخاصٌ يوجد عندهم هذا المبدأ وهو مبدأ الحسد، فتصدر منه العين على شخصٍ قد يكون والده، وقد يكون ابنه؛ يعني: قد يكون من أقاربه أو من بعيدين، وقد يكون هذا الحسد بسبب مال، أو بسبب علم أو مكانة، أو غير ذلك ومن الوجوه التي يُنعم الله بها على من شاء من عباده.

        ومن الأمور التي يُعالج بها هذا الأمر حينما يقع أن العائن -وهو المصيب بالعين- يؤمر بالاغتسال، فبعدما يغتسل يؤخذ هذا الماء فيغتسل به الذي أصابته العين، أو أنه يطلب منه أن يأتي من أصابه بالعين يقرأ عليه الأدعية الثابتة في القرآن والثابتة في السنة ويدعو له بالشفاء. وبإذن الله -جلّ وعلا- يُشفى. وبالله التوفيق.

 

الفتوى رقم (5867) من المُذيع: فضيلة الشيخ الحقيقة أن مثل هذه الأمور التي كثرت في هذا الزمان عمِد بعض الناس -هداهم الله- إلى إتيان من يزعمون أنهم يعالجون وهم سحرة أو كهان أو غيرهم إذا أصيبوا بمثل هذه الأمور، هل من توجيه حيال هذه القضية؟

الجواب:

        الله سبحانه وتعالى شرع أسباباً وأمر بالأخذ بها، وقد يكون الأمر على سبيل الوجوب، وقد يكون على سبيل الاستحباب. ونهى عن أسبابٍ وهذا النهيُ قد يكون على سبيل التحريم، وقد يكون على سبيل الكراهة. ومن الأسباب ما يطلبه بعض الأشخاص حينما يُصاب بمرضٍ من الأمراض التي لا يمكن علاجها في المستشفيات؛ لأن المستشفيات تعالج الأمراض التي يصاب بها الإنسان بجزءٍ من بدنه، أو بمنفعةٍ من منافع البدن؛ لكن عندما يصاب بمسٍ من الجن، أو يصاب بسحرٍ، أو يصاب بعين فإن المستشفيات لا تقوم بعلاجه بهذه الأمور؛ لعدم معرفتهم بالطرق التي يعالج بها. وهذه الأمراض تُعالج بالأدعية الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة. وجاءت أدلة من القرآن وأدلة من السنة وهي مجموعةٌ في كتبٍ خاصة؛ ككتاب الطب النبوي لابن القيم، وكتاب الطب للذهبي، والكتب التي كُتبت في الطب؛ يعني: جمع فيها الأحاديث من كتب الحديث، ومن ذلك: جامع الأصول، وجامعٌ للبخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة، فهذه الأدعية يدعى بها.

        أما الأشخاص الذين وضعوا أنفسهم موضع المعالجين على الطريق الشرعي، وقد يكون بعضهم لا يُحسن صلاته؛ ولكنه اتخذ هذا الطريق طريقاً للارتزاق، ولهذا تجد بعضهم يجعل محله كمستوصف يجعل بجانبه محلاً يبيع به الأشياء التي يصفها للمرضى الذين يأتون إليه، ويجعل محل استقبال؛ بمعنى: إن المريض يمر على هذا المحل ويأخذ كرت للدخول على المُعالج بالقراءة بخمسين ريالاً، ثم بعد ذلك يدخل عليه ويأخذ -أيضاً- أجرة القراءة، ويعطيه -أيضا- وصفة يشتريها من هذا الدكان، وقد يكون دجّالاً، وقد يكون من الذين يستعينون بالجن.

        فالمقصود هو أنه لا ينبغي للشخص أن يذهب إلى أحدٍ يقرأ عليه إلا بعد تأكده من صلاح هذا الشخص وسلامة قراءته. وأنا أنصح الأشخاص الذين يفتحون هذه المحلات أن يتقوا الله -جلّ وعلا- فإن الكسب الذي يأخذونه يكون محرماً؛ لأنهم يأخذونه بغير طريقٍ شرعي، ولهذا تجد بعضهم لم يتعلم أصلاً وإنما سلك هذا المسلك للحصول على المال من جهة، وقد يكون هناك فسادٌ في الأخلاق والله -جلّ وعلا- لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، والله -تعالى- يقول: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ"[2].

        فعلى كلّ شخصٍ أن يتقي الله -جلّ وعلا- وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى رقيبٌ عليه، وأنه سيحاسبه على ما يعمل. وبالله التوفيق.


[1] الآية (5) من سورة الفلق.

[2] من الآية (108) من سورة النساء.