Loader
منذ 3 سنوات

حكم الاختلاط وشرب الخمر في حفل الزواج


الفتوى رقم (414) من المرسل أ. م. أ من السودان، يقول: توجد عندنا في السودان عادات وتقاليد في الزواج، وهذه الطريقة لا ترضي الله ورسوله أولاً: الاختلاط بين الرجال والنساء، ثانياً: الرجال يشربون الخمر أثناء الحفل فهل هذا الزواج صحيح؟ وهل هذا من البدع؟ أفيدونا أفادكم الله.

الجواب:

أولاً: أن العوائد التي يعتادها الناس فيما بينهم تنقسم إلى قسمين، القسم الأول: عادات لا تخالف الشرع بل يقرها، فهذه لا شيء فيها.

        والقسم الثاني: عادات تخالف الشرع وسواء كانت غاية أو كانت وسيلة، والوسائل لها حكم الغايات، فلا تعتبر العادة المخالفة للشرع وأن الناس اعتادوها لا يعتبر ذلك مجوزاً لها؛ لأن الذي يملك التشريع هو الله جل وعلا.

ثانياً: الاختلاط بين الرجال والنساء الذين ليسوا بمحارم، لا يجوز؛ لما يترتب على ذلك من المفاسد، فإن الرجل مجبول بطبيعته على الميول إلى المرأة، والمرأة مجبولة كذلك بطبيعتها على الميول إلى الرجل، فإذا حصل اختلاط بين الرجال والنساء تعلق بعضهم ببعض، ثم بعد نشأة هذه العلاقة كل واحد منهم يطورها على الطريقة التي يراها حتى يدرك مقصوده من الآخر، ولا شك أن هذا محرم، وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع.

ثالثاً: شرب الخمر لا يجوز؛ لأن الخمر محرم في كتاب الله وفي سنة رسوله ﷺ، فلا يجوز شربه لا في هذه المحل ولا في غيره من المحلات، ومما يؤسف له أن كثيرا من الناس تساهل في موضوع الخمر وصاروا يشربونه وليس عندهم وازع ديني كما أنه لا يوجد وازع سلطاني في بعض الجهات وفي بعضها يوجد وازع سلطاني ولكن على العبد أن يتقي الله جل وعلا في نفسه وأن يترك هذا.

رابعاً: أن وجود هذه العادة في بلد ما مع وجود أهل العلم والبصيرة يجب عليهم أن يغيروا هذا المنكر بقدر الاستطاعة؛ لعموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه » الحديث.

خامساً: على الناس الذين توجد عندهم هذه العوائد أن يتعاونوا فيما بينهم في السعي لتركها، وكذلك بالنظر إلى تنبيه من يفعلها لعموم قوله تعالى:  "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[1]. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (2) من سورة المائدة.