Loader
منذ سنتين

هل السماح بدخول المصحف في الجيب إلى دورة المياه يدخل ضمن هذه القاعدة؟


الفتوى رقم (11685) من المرسل السابق، يقول: هل السماح بدخول المصحف في الجيب إلى دورة المياه يدخل ضمن هذه القاعدة؟

الجواب:

لا يجوز للشخص أن يدخل دورة المياه ومعه القرآن في جيبه؛ لأن المساجد موجودة في أمكنة كثيرة فبإمكانه أن يضع المصحف في مكان وليس في الواقع هناك ضرورة.

وأحب أن أنبه بهذه المناسبة أن من الأمور المهمة للمنتسبين إلى العلم هو:

أن تطبيق قواعد الشريعة على الوقائع لابد أن يكون الشخص الذي يتولى ذلك يكون متمكناً من العلم؛ بحيث إنه يستطيع أن يتصور الواقعة تصوراً دقيقاً وأن يتصور مناطها، وأن يتصور القاعدة التي تكون هذه الواقعة فرداً من أفرادها، ثم بعد ذلك ينظر في مناط الواقعة ومناط القاعدة، فإذا حصل تطابق بين مناط الواقعة ومناط القاعدة يتم إلحاق هذه الواقعة بهذه القاعدة؛ لأن كثيراً من الناس عندما توجد الوقائع ويريدون أن يردوها إلى قواعدها بعضهم لا يحسن رد الحادثة إلى قاعدتها الصحيحة وإنما يتخبط في الرد؛ لأنه ليس من المتمكنين لهذا الموضوع. والله -جل وعلا- يقول لنبيه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[1]، ويقول -جل وعلا-: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)}[2].

ليس المهم أن يكون الشخص متكلماً؛ ولكن المهم أن يكون بصيراً ومصيباً في كلامه، وذلك استناداً إلى صفة العلم التي تمكنه من ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (36) من سورة الإسراء.

[2] الآيات (44-46) من سورة الحاقة.