حكم حفظ القرآن مع جهل معانيه
- حفظ القرآن ومراجعته
- 2021-07-31
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6772) من المرسلة السابقة تقول: أود أن أحفظ القرآن لكني أجهل تفسير بعض الآيات فما الكتاب الذي تنصحوني به للاستعانة به؟ وهل يجوز حفظ القرآن دون معرفة معانيه؟ وما الطريقة الأفضل للحفظ هل أبدأ من قصار السور أم من طوالها أحسن الله إليكم؟
الجواب:
معرفة تفسير القرآن معرفة لمعاني مفرداته، ولمعاني تركيب الجمل، ولمعرفة أسباب النزول، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، ومعرفة علاقة الآيات بعضها ببعض؛ لأن القرآن يُفسر القرآن، وإذا تيسر ضم ما يبين الآية من السنة؛ وكذلك ما يبين من كلام تفسير الصحابة وتفسير التابعين وأتباع التابعين فهذه زيادة خيرٍ، والعلماء المتقدمون رحمهم الله بذلوا جهوداً متنوعة لخدمة القرآن، فمنهم من خدمه من جهة اللغة، ومنهم من خدمه من جهة النحو، ومنهم من خدمه من جهة البلاغة، ومنهم من خدمه من جهة تفسير القرآن بالقرآن خاصةً، ومنهم من خدمه في تفسير القرآن بالسنة، ومنهم من خدمه بتفسير القرآن بأقوال الصحابة وأقوال التابعين وأتباع التابعين، ومنهم من خدمه من الناحية الفقهية؛ يعني: إنه ربط بين الآيات من الناحية الفقهية فيتكلم عن الآية من ناحية الفقه، وهذا ما يُسمى بكتب أحكام القرآن. والشخص عندما يريد أن يحفظ القرآن هو يحتاج إلى تحديد الآيات التي يريد أن يحفظها، ومن المعلوم أن كل سورة من سور القرآن وبخاصة السور الطويلة أو المتوسطة تشتمل على جملة من الموضوعات، فيحتاج الشخص إلى أن يحدد الموضوع، وإذا حدده يقرأ تفسيره وإذا قرأ تفسيره بعد ذلك يحفظه.
ومن أحسن الكتب وأيسرها للشخص الذي يكون مبتدئاً تفسير الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- فهو سهلٌ بحيث إن الشخص يقرأ تفسير الآيات ثم بعد ذلك يحفظها؛ أما الشخص الذي يريد أن يتعمق وأن يتوسع في معرفة تفسير القرآن فإنه يحتاج إلى قراءة كتب مما يخدم جانباً من القرآن، فيقرأ تفسيراً يتعلق بمفردات القرآن، ويقرأ تفسيراً يتعلق بإعراب القرآن، ويقرأ تفسيراً يتعلق ببلاغة القرآن، ويقرأ تفسيراً يتعلق ببيان القرآن بالقرآن؛ وهكذا على حسب ما فصلته سابقاً؛ لأن كل شخصٍ له مستوى من العلم، وله مستوى -أيضاً- من الفهم؛ وكذلك من ناحية الرغبة. وبالله التوفيق.